رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حث على اقتناء الحكمة 1 اِسْمَعُوا أَيُّهَا الْبَنُونَ تَأْدِيبَ الأَبِ، وَاصْغُوا لأَجْلِ مَعْرِفَةِ الْفَهْمِ، 2 لأَنِّي أُعْطِيكُمْ تَعْلِيمًا صَالِحًا، فَلاَ تَتْرُكُوا شَرِيعَتِي. 3 فَإِنِّي كُنْتُ ابْنًا لأَبِي، غَضًّا وَوَحِيدًا عِنْدَ أُمِّي، 4 وَكَانَ يُرِينِي وَيَقُولُ لِي: «لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا. 5 اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ. لاَ تَنْسَ وَلاَ تُعْرِضْ عَنْ كَلِمَاتِ فَمِي. 6 لاَ تَتْرُكْهَا فَتَحْفَظَكَ. أَحْبِبْهَا فَتَصُونَكَ. 7 الْحِكْمَةُ هِيَ الرَّأْسُ. فَاقْتَنِ الْحِكْمَةَ، وَبِكُلِّ مُقْتَنَاكَ اقْتَنِ الْفَهْمَ. 8 ارْفَعْهَا فَتُعَلِّيَكَ. تُمَجِّدُكَ إِذَا اعْتَنَقْتَهَا. 9 تُعْطِي رَأْسَكَ إِكْلِيلَ نِعْمَةٍ. تَاجَ جَمَال تَمْنَحُكَ». يؤكد سليمان الحكيم الحاجة إلى اقتناء الحكمة من الله خلال الطاعة للوصية مع الصلاة والطلبة وقبول مشورة الوالدين والقادة الروحيين، مقدمًا نفسه مثلًا لهم، إذ يقول: "اسمعوا أيها البنون تأديب الرب، واصغوا إلى معرفة الفهم. لأني أعطيكم تعليمًا صالحًا فلا تتركوا شريعتي. فإني كنت ابنًا لأبي، غضًا ووحيدًا عند أمي" [1-3]. يتقدم سليمان الحكيم إلى تلاميذه كأبناء له حتى يمكنهم أن يتقبلوا كلماته التي تحمل أحيانًا توبيخًا أو انتهارًا. لقد أحبه والداه لذا علماه، ومن جانبه كان منصتًا ومطيعًا لهما. كأنه يقول: "ما تقبلته من والديَّ أقدمه لكم. لقد قدما لي تعاليم الحكمة ممتزجة بالحب نحوي. فأنصتوا إليّ كما كنت أنصت إليهما، أنصتوا لتتقبلوا مع الوصايا الحب الأبوي". قال هذا ليُظهر لهم أن ما تسلمه من والديه ويقدمه لهم إنما هي تعاليم ثمينة للغاية. بهذا يجتذب انتباههم ليجد طريقًا ينفذ به إلى قلوبهم. سليمان الحكيم كابن أطاع والديه، الآن يعلم أولاده لا بالوصايا فحسب، وإنما أيضًا بحياته كمثالٍ لهم. وكما يقول القديس أثناسيوس الرسولي: * الأب البار يربي (أبناءه) حسنًا عندما يكون مجتهدًا في تعليم الآخرين في تناغم مع سلوكه الحسن، حتى لا يخجل سامعًا المعارضة: "فأنت إذًا الذي تُعلم غيرك ألست تُعلم نفسك؟!" (رو21:2)، بل بالأحرى يكون كالعبد الصالح الذي يخلص نفسه ويقتني الغير. عندما تصير له النعمة التي تقبلها مضاعفة، إذ يسمع: "نعمًا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير" (مت21:25). البابا أثناسيوس الرسولي يُعلن الحكيم أنه يقدم لهم تعليمًا صالحًا وشريعةوكما يقول القديس هيبوليتوس: [يليق بنا أن نلاحظ أنه يدعو الشريعة عطية صالحة، وذلك بالنسبة للإنسان الذي يأخذ العطايا في حضنه باستقامة.] أما هذا التعليم الصالح فيتحقق بأمرين: "الاستماع إلى تأديب الرب"، كأن التأديب معلم ننصت إليه، و"الإصغاء إلى معرفة الفهم". |
|