رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
*إن كان الله هو ينبوع الحكمة والحياة، ويُدعى هكذا، كما قيل في إرميا: "تركوني أنا ينبوع المياه الحيّة" (إر13:2)؛ وأيضًا: في سفر باروخ: "تركتم ينبوع الحكمة" (با12:3)، هذا يستدعي أن الحياة والحكمة ليسا غريبين عن جوهر الينبوع، بل هما لائقان به، ولم يكونا قط غير موجودين، بل موجدان على الدوام. الآن الابن هو كل هذا، هذا الذي يقول: "أنا هو الحياة" (يو6:14)، "أنا الحكمة أسكن مع التعقل". أليس من الخطأ أن تقول بأن الابن لم يكن موجودًا في وقتٍ ما؟ لأن هذا يعني أن الينبوع كان في وقتٍ ما جافًا، وخالٍيًا من الحياة والحكمة. يا له من تهور! فإن الله يَعِد الذين يتممون إرادته أنهم يصيرون كينبوع لا ينضب، قائلًا بإشعياء النبي: "يُشبع في الجدوب نفسك، ويُنشِّط عظامك، فتصير كجنة ريَّا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه" (إش11:58)، ومع أن "ينبوع الحكمة" يُدعى هكذا، أنت تهينه كمن هو عقيم لا يحمل حكمته؟! إن تعاليم (الأريوسيين) باطلة، فإن الحق يشهد أن ينبوع حكمة الله سرمدي، وإن كان الينبوع سرمديًّا يلزم أن تكون الحكمة سرمدية. فإنه فيها خُلقت كل الأشياء كقول داود في المزمور: "في الحكمة خلقت الكل" (مز24:104)، ويقول سليمان: "الرب بالحكمة أسس الأرض، أثبت السموات بالفهم" [19]. هذه الحكمة هي الكلمة، الذي "به كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو3:1). القديس أثناسيوس الرسولي |
|