البابا شنودة الثالث
أحب أن أفرِّق بين كلمتين: العمل والاهتمام.
قد يعمل الإنسان في المرئيات، دون أن تعمل المرئيات فيه
ويكون قلبه مع الله. كما كان الآباء القديسون يعملون في الخوص في البرية، وقلبهم يعمل عمله الإلهي في التزمير والصلاة والتسبيح. كانوا يعملون في هذه الأشياء، وهم: "غير ناظرين إليها" أي غير منشغلين بها.
إن الرب لم يوجه اللوم إلى مرثا لأنها كانت تعمل، وإنما لأنها كانت بالعمل في حالة اهتمام واضطراب (لو 10: 41). العمل لم يكن في يديها فقط، وإنما وصل إلى الفكر والقلب فانشغلا به. وفي انشغالهما عجزا عن أن يتفرغا للرب "فلازما الواحد، واحتقرا الآخر" لأنه لا يقدر أحد أن يخدم سيدين في وقت واحد (متى 6: 24).
فهل يمكن إذن أن نعمل عملا، دون أن ننشغل ونضطرب ونهتم؟إن هذا هو المطلوب من القلب النقي "أريد أن تكونوا بلا هم" (1 كو 7: 32). وكيف يكون هذا؟
بأن تكون علاقتنا بالمرئيات سطحية، لا تدخل إلى العُمق.
وهذا يتوقف على مدى تقييمنا للأمور.