مفتاح السفر هو كلمة "الحكمة. وقد أشير إليها 104 مرة في هذا السفر، ولعل من أفضل العبارات الواردة في هذا السفر هي: "مخافة الرب بدء الحكمة" (أم 10:9)، إذ يدعونا إلى التعليم في مدرسة الله. كل حكمة حقيقية هي من الله وتقود إلى الله. أينما وُجدنا، فإن المفتاح الذي يفتح أسرار الحكمة مستقر في الله.
يقول: "مخافة الرب" وليس "مخافة الله". ففي العبرية يُستخدم تعبير "ألوهيم" ليظهر الله بكونه "القدير" ليُشير إلى قدرة الله وسلطانه. أما التعبير العبري "يهوه" فيُشير إلى الله أيضًا، بكونه الإله الذي يدخل في عهد حب مع شعبه. هكذا يرتبط الخوف بالرب (يهوه) الذي يرغب أن يحل في وسطهم. هكذا مخافة الرب التي تهب الإنسان الحكمة لا تعني الخوف الذي يسبب لنا اضطرابًا وإحباطًا، بل يهبه سلامًا وفرحًا. مخافة الرب تعني الانشغال به لكي لا نجرح مشاعره، إذ يليق بنا أن نرد له حبه بحبنا، وأمانته نحونا بأمانتنا نحوه.