رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نظرة العيان لظروف الزمان أسمح لي قارئي العزيز، قُبيل أن نستطرد في قصتنا هذه، ألا نلوم أندراوس ولا التلاميذ؛ فهذه هي نظرتنا جميعًا. فنحن جميعًا محكمون بالحواس الطبيعية التي لا ترى إلا ما حولها فحسب. فعندما ذهب رجل الله إيليا إلى أرملة صرفه صيدا، وطلب منها شيئًا ليأكله قالت له: «لَيْسَتْ عِنْدِي كَعْكَةٌ، وَلَكِنْ مِلْءُ كَفٍّ مِنَ الدَّقِيقِ فِي الْكُوَّارِ، وَقَلِيلٌ مِنَ الزَّيْتِ فِي الْكُوزِ، وَهَئَنَذَا أَقُشُّ عُودَيْنِ لِآتِيَ وَأَعْمَلَهُ لِي وَلاِبْنِي لِنَأْكُلَهُ ثُمَّ نَمُوتُ» (ملوك الأول١٢:١٧). لاحظ معي كلماتها التي تحمل اليأس والقنوط رغم أن معها رجل الله، الذي معه سلطان الله. وأتذكَّر مرة أخرى في أيام أليشع النبي، أنه كانت هناك مجاعة في الأرض، وذهب رجل الله ليبشر بقدوم الخير في الغد. وللأسف سخر منه جندي الملك قائلًا: «هُوَذَا الرَّبُّ يَصْنَعُ كُوًى فِي السَّمَاءِ! هَلْ يَكُونُ هَذَا الأَمْرُ؟» (ملوك الثاني ٢:٧). ولعدم إيمانه وسخريته مات الجندي وداسه الشعب، حسب قول رجل الله له، بأنه سيرى بعينيه الخير، ولكن لا يأكل منه!! نعم أن نظرة العيان، وأن كانت منطقية وتتماشي مع العقل البشري، لكنها متعبة وسبب قلق لأصحابها، فكلمة الله تعلمنا «لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعَيَان» (كورنثوس الثانية٧:٥) |
|