منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 09 - 2024, 03:39 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,682

نسمح لتيار الحياة الإلهية أن يحملنا



معرفة الثالوث

في إحدى صلواته يتوجه القديس باسيلسيوس الكبير إلى الله بهتاف تعجب: “ما أروع المعرفة التي أحوزها عنك من خلال النظر إلى ذاتي!”. في محيّا الإنسان يُشع مجد الله: “مجد الله هو الإنسان الحي”، يقول القديس إيرناوس في تعبير شهير، ويضيف: “حياة الإنسان هي رؤية الله”. يعيش الإنسان بالملء عندما يدخل في رؤية محوِّله لسر الله، عندما يقبل من فم الله نسمة روحه المحيي والذي يخلقه من جديد.

الرؤية التي نتحدث عنها ليست مجرد فضول العين، بل هي العيش بحسب حياة الله. ولمسة الله في حياة الإنسان هي هبة ومهمة في آن، مهمة تحثنا على أن نضحي على مثال الله الذي خلقنا على صورته في الأصل.

إن مسيرة الأنسنة هي مسيرة طويلة من الصورة إلى المثال، المثال الإلهي، المثال الثالوثي: نضحي بشرًا حقًا، عندما نسمح لله بأن يؤلهنا.

في هذا الإطار، لا يبقى الحديث عن الثالوث مجرد تفكير مجرد بشأن الله انطلاقًا من الآيات الكتابية التي تتطرق إلى الموضوع، بل يضحي مشروعًا يلهم حياة المرء ويحولها.

معرفة الثالوث لا تتوق إلى المعلومات المجردة بل إلى التحول، تحول نظرتنا وحياتنا بعينها وإلى زرع القلب الجديد في صلب كياننا الروحي، قلب ينبض بالشراكة والحب اللذين نتأملها في أيقونة الثالوث الإله الواحد الحق.

الحياة المسيحية ليست مجرد معرفة بشأن الله، بل هي معرفة شخصية وحميمية لله، هي دخول في صلب رقصة حب وفرح الثالوث الأقدس. والولوج في هذا الحب يتم بفضل محبة الله التي أفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وُهب لنا، بحسب ما يعلمنا القديس بولس الرسول (روم 5 ، 5).

بحق يقول القديس الروسي سيرافيم ساروفسكي بأن غاية الحياة المسيحية هي الحصول على الروح القدس. من يقبل الروح بشكل ثابت في كيانه، يدخل في عناق وقبلة الثالوث الأقدس. وقد أدرك جيدًا القديس برنردوس أن رمز القبلة في نشيد الأناشيد يير إلى الروح القدس. فمعلم الكنيسة يتساءل: “ما هو الروح القدس إلا القبلة التي يتبادلها الآب والابن؟”.

الاختبار الصوفي للثالوث الأقدس

فقط من اختبر سكنى الثالوث الأقدس في النفس يستطيع أن يشرح ما يعني الإيمان بالثالوث الأقدس. إليزابيت كاتز، كانت شابة في مطلع القرن العشرين، اكتشفت أن دعوتها هي تحقيق معنى اسمها (الاسم العبري يعني بيت الله). لهذا السبب، عندما قررت دخول الكرمل في ديجون، اختارت اسم “أليزابيت (أليصابات) الثالوث”. كان هذا الاسم أكثر من تسمية تقوية، كان مشروع حياة: أن تضحي أليزابيت سكنى الثالوث وتعيش حياةً تمجد الثالوث الأقدس.

في إحدى رسائلها تكتب المتصوفة الفرنسية: “إن كل جهادي الروحي يتمثل بالدخول إلى ذاتي والغوص في الثالوث القائم فيّ”.

وتتحدث مصلحة الكرمل، القديسة تريزا الآفيلية، عن سكنى الله في عمق النفس فتخبر عن بعض أبعاد خبرة صوفية: “تصورت لي النفس وكأنها اسفنجة متشربة من اللاهوت، وإذا بها تعيش طوباوية عميقة تنبع من حضور الأقانيم الثلاثة في ذاتها”.

إن حضور الله فينا، وانحداره صوبنا، هو مدعاة دهشة كبيرة. العديد من آباء الصحراء الشرقيين كانوا يعتبرون الصلاة كفعل دهشة أمام حضور الله وانحداره في النفس. كيف لي أن يأتي ربي إلي؟!

أن نكون حاضرين بتتيم للحب الحاضر فينا، هذه صلاة! الصلاة هي حضور للحاضر بشكل مطلق. الصلاة هي دخول في صلاة وتواصل الله الثالوث، في تبادل الحب بين الأقانيم الإلهية، هي فتح عيوننا على واقع أننا سكنى الله، على أننا موضع حبروه، على أن قلبنا هو تلك الوليمة التي يجلس حولها الآب والابن والروح القدس.

ولكن لا يكفي أن ندرك ان النفس هي سُكنى الثالوث، يجب أن نوقن أن الثالوث هو أيضًا سُكنى النفس. يحقق الله فينا ومعنى رقصة الثالوث التي تحدثنا عنها سابقًا.

تكتب إليزابيت: “الثالوث الأقدس: هوذا سكنانا، ملاذنا، بيتنا الأبوي، الذي لا يجب أن نبتعد عنه”.

لقد أدرك بعمق جبران خليل جبران معنى العيش في محبة الله عندما قال: “إذا أحببت، لا تقل: الله في قلبي، بل قل: أنا في قلب الله”.

أن نعيش في الثالوث، أن نعيش الثالوث، يعني أن نسمح لتيار الحياة الإلهية أن يحملنا، أن يحولنا وأن يجعل.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يحملوا للناس شهادة عن الحياة الأخرى (حياة التأمُّل)
بدء الحياة الإلهية في البشر
الحياة الإلهية
نصلى من أجل من ضاقت بهم الحياة
نصلى من اجل من يعيشون الحياة جسدا بلا روح


الساعة الآن 12:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024