رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هجوم مِن الجراد في أطواره المُختلفة وصف الحادثة: "قول الرب الذي صار إلى يوئيل بن فثوئيل. اسمعوا هذا أيها الشيوخ وأصغوا يا جميع سُكان الأرض. هل حدث هذا في أيامكم أو في أيام آبائكم. أخبروا بنيكم عنه وبنوكم بنيهم وبنوهم دورًا آخر. فضلة القمص أكلها الزحاف وفضلة الزحاف أكلها الغوغاء وفضلة الغوغاء أكلها الطيًار. اصحوا أيها السكارى وابكوا وولولوا يا جميع شاربي الخمر على العصير لأنه انقطع عنْ أفواهكم. إذ قد صعِدت على أرضي أمة قوية بلا عدد أسنانها أسنان الأسد ولها أضراس اللبوة. جعلت كرمتي خربة وتينتى مُتهشمة. قد قشرتها وطرحتها فإبيضت قُضبانَها" (1: 1- 7). قوله "أيها الشيوخ" يعني أن هذه الحادثة لمْ يحدُث مثيلها في الأجيال القديمة التي عاشها الشيوخ أو عاشها آباؤهم. وأيضًا قوله "يا جميع سُكان الأرض"، تعني أنه لمْ تحدُث مثل هذه الحادثة في هذه الأيام في أي مكان مِن الأماكن. وكُل هذا يُبيٍن فظاعة الحادثة وشدة القصاص الذي حدث مِن الله. وقوله: "أخبروا بنيكم عنه وبنوكم بنيهم وبنوهم دورًا آخر"، تعني أنه مِن هول القصاص فإنه سيكون حديث الشعب في كُل الأجيال. القصاص كان هجوم مِن الجراد في أطواره المُختلفة، وما بقى مِن طور منه قضى عليه الطور الذي يليه. وهذا الجراد سبًب قحط، إذ أتلف المحصولات كُلها. تأمل: ** بداية القصاص بالقمص ثم الزحاف ثم الغوغاء ثم الطيار، فيه تدُرج في حدوث التجربة. وهذا يعني أن الله يبدأ بصوت خفيف ليُنبه الإنسان إلى خطأه، وإن لمْ يتُب يضطر إلى أن يُرسل له صوت آخر أقوى وأشد. ** ومِن هذه الآيات نفهم أيضًا أن الله، الذي تخضع له كُل الأشياء، قادر أن يهدم ممالك بحشرة ضعيفة، حتى لو لمْ تكتمل في نموها، فقد جعل الجراد أسنانه مثل أسنان الأسد. وهكذا الإنسان المملوء كبرياء وذات مُتعالية، مُمكن تكسره نقطة ضعف صغيرة في حياته مُستعبد لها، لذلك يقول لنا الكتاب المقدس: "خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المُفسدة الكروم لأن كرومنا قد أقعلت" (نش2: 15). والعكس صحيح، الخطية المُتملكة فينا جدًا وسبًبت لنا حُزن شديد، قادر الله أن يرحمنا منها إن قدمنا توبة نقية في لحظة صدق، وساعتها نسمع الكتاب المقدس يقول لنا: "الصغير يصير ألفًا والحقير أمة قوية. أنا الرب في وقته أُسرع به" (أش60: 22).. ** دعوة السكارى أن ينوحوا ويولولوا، لأنهم أكثر المُتضررين، وهم المقصود بهم الأناس المُعتمدين على ملذات الجسد، أو الذين يستغلونها بطريقة خاطئة، وقد عبًر عنْ هذا الإحساس القديس أغسطينوس حينما قال: [عطاياك شغلتني عنْ محبتك]، فقد كان مُتعلمًا جدًا، وكان ذا ثراء، وله صداقات مُتعددة، وكُل هذا بدلًا منْ أن يكون وسيلة لحمد الله وتمجيده، جعله يبتعد إلى كورة بعيدة. وهذا هو نفس ما فعله الابن الضال حينما طلب ميراث أبوه وهو حي وبذره في عيش مُسرف بعيدًا عنْ بيت الآب (لو15: 11- الخ)، ونحن نفعل نفس الشيء حينما نستعمل ما نملكه بطريقة خاطئة (المال، الملبس، الذكاء، الوضع الاجتماعي، المواهب عمومًا...). ** الجراد لم يلتهم الثمار فقط، بل يقول "قد قشرتها"، أي أكلت حتى الورق الذي يحمي الثمار. وهكذا الضعفات والعثرات لا تقتلع الفضيلة منْ داخلنا فقط، بل تلتهم وسائط النعمة واحدة تلو الأخرى (التناول، الاعتراف، الصلاة، قراءة الإنجيل، محبة الأخوة، العطف على المحتاجين، الخدمة...)، فلا تُعطيها هذه الفرصة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ربنا بيتعامل مع كل حالاتنا المُختلفة بإهتمام |
الحادثة العجيبة |
الأمور الحادثة |
وزير الزراعة: هجوم الجراد على القاهرة الأحد المقبل |
مخاوف من هجوم أسراب الجراد بسبب ضعف المكافحة |