يكمن جوابنا في النظرية الحياتية التي ندين بها. هل نحن كائنات نعيش على أرض لا تتحكم فيها إلا قوى بشرية؟ أم هل هناك من يشرف على أمور دنيانا ويسيّر دفّة التاريخ بمقتضى برنامج معيّن؟ إن كنا قد قبلنا النظرة الحياتية السائدة في كثير من أصقاع العالم والتي تصف العامل البشري وكأنه واقع وحداني برز إلى حيّز الوجود نظراً لقوّة عبثية, فإنه من البديهي أن يكون جوّنا الفكري ملبّداً بالغيوم السوداء. ونكون مضطرين آنئذ إلى التكهن عن مصير البشرية بناء على اختباراتنا في هذا القرن ولاسيما في القسم الثاني منه. وما نتعلّمه من حوادث التاريخ المعاصر هو أن الإنسان لا يعامل قرينه الإنسان بصورة إنسانية بل صار متفنّناً في طرق الاضطهاد والتنكيل بغيره من بني البشر.