كان الله قد اصطفى المؤمنين والمؤمنات في المسيح قبل إنشاء العالم, فجاء المسيح لتنفيذ برنامج الله الخلاصي. عيّن الله المناداة بالإنجيل كالواسطة التي يصبح بها الخلاص أمراً واقعاً في حياة الناس. وبعبارة أخرى لم يكن أهل أفسس ليختبروا الخلاص لو لم يأت إليهم الرسول منادياً بخبر الإنجيل. أهمية المناداة بالإنجيل ظاهرة بكل وضوح في كلمات الرسول, المناداة لازمة لمن كانوا بعيدين أي لعابدي الأصنام وللذين كانوا قريبين أي لبني إسرائيل. الجميع بحاجة إلى الإنجيل لأن الجميع خطاة وأثمة ولأن الإنجيل هو قوة الله لخلاص كل من يؤمن, بغض النظر عن أصله أو فصله. لكن أساس الخلاص هو المسيح يسوع الذي دعاه الرسول بحجر الزاوية في صرح أو هيكل الإيمان. وبينما كان الله يتطلّب في أيام ما قبل الميلاد العبادة في هيكل القدس الذي بني في أيام سليمان الحكيم, صار هيكل الله في المرحلة الحالية من التاريخ مكوّناً لا من خشب وحجر بل من مؤمنين ومؤمنات بالمسيح المخلّص.
بنى الرسول بولس الحياة الجديدة على هذا الأساس العقائدي. لقد انتشل الله المؤمنين والمؤمنات من الموت الروحي بواسطة الروح القدس وبناء على العمل الخلاصي الذي أتمّه المسيح يسوع بموته على الصليب. فأصبح المؤمنون وهم من مختلف الأجناس والأقوام جسداً واحداً وهيكلاً مقدساً.