في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين, قد صرتم قريبين بدم المسيح, لأنه هو سلامنا الذي جعل الفريقين واحداً ونقض حائط الحاجز المتوسّط, أي العداوة, إذ أبطل بجسده ناموس الوصايا المتضمّنة في فرائض لكي يخلق في نفسه من الاثنين إنساناً واحداً جديداً ويصنع بذلك سلاماً, ولكي يصالحهما كليهما مع الله في جسد واحد بالصليب الذي به قتل العداوة.
إن خلفية هذه الكلمات الرسولية تشير إلى الفصل التام الذي صار في أيام ما قبل الميلاد بين اليهود وغير اليهود والذين يعرفون في تلك الأيام بالأمم. إيمان اليهود ونمط حياتهم جعلهم مختلفين كل الاختلاف عن بقية الناس والذين كانوا من عابدي الأوثان. ولكن جماعة الإيمان في أفسس والتي كانت متكوّنة من يهود وأمم مهتدين إلى المسيح, صارت إنساناً واحداً جديداً. فنقض حائط الحاجز المتوسّط, أي العداوة, إذ أبطل بجسده ناموس الوصايا المتضمّنة في فرائض. فلقد كانت الفرائض العديدة المسيّرة لحياة اليهود تفصلهم فصلاً تاماً عن الآخرين. وعلى أي أساس تمّ ذلك؟ على أساس دم المسيح أي دمه الزكي الذي سفك على الصليب. فأساس الصلح, الصلح مع الله والصلح بين من كانوا أعداء, هو الصليب, أي موت المسيح الكفّاري على الصليب.