رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصوم العامل بالتوبة: 8 وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى زَكَرِيَّا قَائِلًا: 9 «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلًا: اقْضُوا قَضَاءَ الْحَقِّ، وَاعْمَلُوا إِحْسَانًا وَرَحْمَةً، كُلُّ إِنْسَانٍ مَعَ أَخِيهِ. 10 وَلاَ تَظْلِمُوا الأَرْمَلَةَ وَلاَ الْيَتِيمَ وَلاَ الْغَرِيبَ وَلاَ الْفَقِيرَ، وَلاَ يُفَكِّرْ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَرًّا عَلَى أَخِيهِ فِي قَلْبِكُمْ. 11 فَأَبَوْا أَنْ يُصْغُوا وَأَعْطَوْا كَتِفًا مُعَانِدَةً، وَثَقَّلُوا آذَانَهُمْ عَنِ السَّمْعِ. 12 بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاسًا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ. 13 فَكَانَ كَمَا نَادَى هُوَ فَلَمْ يَسْمَعُوا، كَذلِكَ يُنَادُونَ هُمْ فَلاَ أَسْمَعُ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. 14 وَأَعْصِفُهُمْ إِلَى كُلِّ الأُمَمِ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوهُمْ. فَخَرِبَتِ الأَرْضُ وَرَاءَهُمْ، لاَ ذَاهِبَ وَلاَ آئِبَ. فَجَعَلُوا الأَرْضَ الْبَهِجَةَ خَرَابًا». يؤكد لهم الرب أن حديثه عن الصوم بعد فترة السبعين عامًا من الذل هو بعينه حديثه لهم على يد الأنبياء قبل السبي، لا يطلب الأصوام أو الأكل والشرب (الأعياد) كهدف في ذاتها... "أليس هذا هو الكلام الذي نادي به الرب عن يد الأنبياء الأولين حين كانت أورشليم مغمورة ومستريحة ومدنها حولها والجنوب والسهل معمورين؟!" [7]. كلمة الرب لا تتغير في وقت الضيق أو وقت الرخاء، إذ هو يطلب الحياة المقدسة عندئذ يقبل أصوامهم كما أعيادهم ويشتم عبادتهم رائحة سرور. هكذا لا يفصل الله بين السلوك الروحي والعبادة الروحية لذا يطالبهم بالآتي: أولًا: "إقضوا قضاء الحق" [9]. إن كنا نقدم الصوم لكي ننعم بمراحم الله، فلا يليق بنا أن نحكم بالظلم على إخواتنا، لئلا نسمع كلمات الرب: "حتى متى تقضون جورًا وترفعون وجوه الأشرار؟! إقضوا للذليل واليتيم، انصفوا المسكين والبائس" (مز 82: 2-3). لقد صرخ حبقوق إلى الرب، قائلًا: "قدامي اغتصاب وظلم ويحدث خصام وترفع المخاصمة نفسها، لذلك جمدت الشريعة ولا يخرج الحكم البتة، لأن الشرير يحيط بالصديق فلذلك يخرج الحكم معوجًا" (حب 1: 3-4). بدأ بالقضاء بالحق، أي وجه الحديث إلى الرؤساء الروحيين، إذ يليق بهم قبل أن يقرروا الصوم أو يتوقفوا عنه الاحتفال بالعيد المفرح يلزمهم مراجعة حساباتهم في حياتهم العلمية هل يمارسون العدل فيسمع الله لهم ويقبل مشورتهم أم يمارسون الظلم فلا ينتفعون بالصوم ولا بالأعياد! ليتهم يتمسكون بالعدل والحق منصتين لكلمات القديس جيروم على لسان الرب: [أعطيتكم سلطانًا على قطيعي وعلى شعب الله، فكونوا قضاة لا ذئاب]. . |
|