|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
روح الكذب يضلِّل آخاب: 18 فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: «أَمَا قُلْتُ لَكَ إِنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ عَلَيَّ خَيْرًا بَلْ شَرًّا؟» 19 وَقَالَ: «فَاسْمَعْ إِذًا كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20 فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هذَا هكَذَا، وَقَالَ ذَاكَ هكَذَا. 21 ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22 فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ، فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هكَذَا. 23 وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هؤُلاَءِ، وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرّ». "فقال ملك إسرائيل ليهوشافاط: أمَا قلت لك أنَّه لا يتنبَّأ عليَّ خيرًا بل شرًا" [18]. ظنّ آخاب أن ما نطق به ميخا النبي ليس من قبل الرب، بل من قبل قلبه المملوء حقدًا عليه. حاول أن يقنع يهوشافاط بأن ما تنبَّأ به الأربعمائة نبي وصدقيا بن كنعنة هو حق. وأن ما نطق به ميخا نابع عن عداء شخصي بينه وبين الملك. من يحمل في قلبه بغضة وحقدًا، يرى حتى في قلوب الأنبياء بغضة وحقدًا، يعكسون ما في داخلهم على الآخرين. "وقال: فاسمعإذًا كلام الرب، قد رأيت الرب جالسًا على كرسيه، وكل جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يساره. فقال الرب: من يغوي آخاب، فيصعد ويسقط في راموت جلعاد؟ فقال هذا هكذا وقال ذاك هكذا. ثم خرج الروح ووقف أمام الرب وقال: أنا أغويه. وقال له الرب: بماذا؟ فقال: أخرج وأكون روح كذب في أفواه جميع أنبيائه. فقال: أنَّك تغويه وتقتدر، فأخرج وأفعل هكذا. والآن هوذا قد جعل الرب روح كذب في أفواه جميع أنبيائك هؤلاء، والرب تكلَّم عليك بشرٍّ" [19-23]. في هذه الرؤيا يؤكِّد ميخا النبي أنَّه وإن كان واقفًا أمام ملكين يحوط بهما 400 نبيًا كذابًا وجمهور من الشعب، فإنَّه يتمتَّع بالوقوف أمام الرب نفسه، ملك الملوك، الجالس على عرشه السماوي، يحيط به جند السماء عن يمينه ويساره. صاحب سلطان على ملوك الأرض. أنَّه يسمح بروح الأعداء أن يضلِّل الملك بسبب شرُّه. * لا يخاف من ملوك أرضيِّين لأنَّه في حضرة ملك الملوك السماوي. * يرى الجند السمائيِّين عن اليمين يرسلهم الرب للرحمة، وجنود عن اليسار يرسلهم للتأديب. كأنَّه يقول لهم لقد انتهى دور الرحمة أمام إصرارك على الشرّ، وجاء وقت التأديب. * لله سلطان أن يقيم ممالك ويزيلها. يهب روح الحق والحكمة ويسمح أيضًا لروح التضليل أن يعمل في أبناء المعصية. * لدى الله طرق كثيرة لتحقيق إرادته المقدَّسة، والسماح للشرّ أن يغوي الأشرار. * أن الذين حوله من أنبياء إنَّما يحملون روح الغواية والتضليل. هكذا قدَّم ميخا النبي لآخاب تحذيرًا خطيرًا، واضحًا ومفصَّلًا. لم ينشغل ميخا بالدفاع عن نفسه، وتأكيد أنَّه لا يحمل كراهيَّة لشخصيَّة للملك. إنَّما كشف بروح النبوَّة عن منظر سماوي، وهو أن الرب قد سمح بإغواء آخاب خلال روح الكذب، لأنَّه ترك الحق وطلب الكذب، فيشرب من الكأس التي ملأها. الله في حبُّه يقدِّم روح الحق لطالبيه، أمَّا الذين يصرُّون على المقاومة فيعطيهم فرصًا كثيرة للتعرُّف على الحق، وأخيرًا يسمح لعدوّ الخير أن يغويهم ما داموا قد سلَّموا حياتهم وقلوبهم بين يديه. |
|