* "إنما صالح الله لإسرائيل لأنقياء القلب" (مز 73: 1)... فهل الله ليس صالحًا للجميع إذن؟ حقًا هو صالح للكل، لأنَّه مخلِّص جميع البشر، خاصة المؤمنين. لهذا أتى الرب يسوع ليخلِّص ما قد هلك (لو 19: 10). جاء حقًا ليحمل خطيَّة العالم (يو 1: 29)، وليشفي جراحتنا، لكن لا يرغب الجميع في العلاج، وكثيرون يتجنَّبونه! لئلاَّ يُحقن القرح بالعقاقير، ويفقد سطوته. لهذا السبب يُشفي الذين يريدون الشفاء ولا يرفضونه. من يرغبون في العلاج يستعيدون صحَّتهم، أمَّا الذين يقاومون الطبيب، ولا يطلبونه فلا يتمتَّعون بصلاحه، لأنَّهم لا يختبرونه! ومن نال الشفاء يستعيد صحَّته، لهذا فالطبيب صالح بالنسبة للذين أعاد إليهم عافيتهم. من ثم، الله صالح لأولئك الذين غفر خطاياهم، لكن إن كان لإنسان خطيَّة لا علاج لها في روحه، فكيف يقول إن الطبيب صالح، بينما يتحاشاه؟ ولهذا كما قلت قبلًا، شرح الرسول بحق أن الله "الذي يريد أن الجميع يخلُصون" (1 تي 2: 4)، هو صالح لكل الناس. أمَّا نعمة صلاح الله الخاصة فهي مكفولة بالأكثر لجميع المؤمنين الذين ينالون عونًا من إرادته الصالحة ونعمته. لكن حين يقول المرنِّم أيضًا: "إنَّما صالح الله لإسرائيل، لأنقياء القلب" فإنَّه ينقل مشاعر الذين لا يعرفون كيف يتمتَّعون بما يخص الله، عدا إنَّه صالح نحو كل شيء وهو في الكل.