* إذ هرب (إيليَّا النبي) من تهديدات إيزابل، بعد وجبة طعام واحدة وشراب وجدهما عندما أيقظه الملاك بقى لمدَّة أربعين نهارًا وأربعين ليلةٍ ببطنٍ فارغة، وصار فمه جافًا، بلغ إلى جبل حوريب حيث سكن في مغارة كما في فندق. أي لقاء شهير تمَّ بينه وبين الله! ما هو حالك يا إيليَّا هنا؟ هل كنت في صداقة مع هذا الصوت (الإلهي) أكثر من القول: "آدم أين أنت؟" (تك 3: 9)؟ لأن هذه هي قوَّة الطعام بحدودٍ (الصوم) تجعل الله في صداقة مع الإنسان تحت مظلَّة (إذ تمتَّع إيليَّا بصحبة المسيح تحت السحابة التي ظلَّلتهم (مت 17: 4). إنَّها صداقة حقَّة! فإن كان الله الأبدي لن يجوع كما شهد في إشعياء (مز 40: 28) فسيأتي وقت فيه يصير الإنسان متشبِّها بالله عندما يحيا بلا طعام.
العلامة ترتليان