رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقاء مع الله الناري: 27 وَعِنْدَ الظُّهْرِ سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا وَقَالَ: «ادْعُوا بِصَوْتٍ عَال لأَنَّهُ إِلهٌ! لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ أَوْ فِي خَلْوَةٍ أَوْ فِي سَفَرٍ! أَوْ لَعَلَّهُ نَائِمٌ فَيَتَنَبَّهَ!» 28 فَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَال، وَتَقَطَّعُوا حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِالسُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ الدَّمُ. 29 وَلَمَّا جَازَ الظُّهْرُ، وَتَنَبَّأُوا إِلَى حِينِ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ، وَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ وَلاَ مُصْغٍ، 30 قَالَ إِيلِيَّا لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «تَقَدَّمُوا إِلَيَّ». فَتَقَدَّمَ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَيْهِ. فَرَمَّمَ مَذْبَحَ الرَّبِّ الْمُنْهَدِمَ. 31 ثُمَّ أَخَذَ إِيلِيَّا اثْنَيْ عَشَرَ حَجَرًا، بِعَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي يَعْقُوبَ، الَّذِي كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ قَائِلًا: «إِسْرَائِيلَ يَكُونُ اسْمُكَ» 32 وَبَنَى الْحِجَارَةَ مَذْبَحًا بِاسْمِ الرَّبِّ، وَعَمِلَ قَنَاةً حَوْلَ الْمَذْبَحِ تَسَعُ كَيْلَتَيْنِ مِنَ الْبَزْرِ. 33 ثُمَّ رَتَّبَ الْحَطَبَ وَقَطَّعَ الثَّوْرَ وَوَضَعَهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَقَالَ: «امْلأُوا أَرْبَعَ جَرَّاتٍ مَاءً وَصُبُّوا عَلَى الْمُحْرَقَةِ وَعَلَى الْحَطَبِ». 34 ثُمَّ قَالَ: «ثَنُّوا» فَثَنَّوْا. وَقَالَ: «ثَلِّثُوا» فَثَلَّثُوا. 35 فَجَرَى الْمَاءُ حَوْلَ الْمَذْبَحِ وَامْتَلأَتِ الْقَنَاةُ أَيْضًا مَاءً. 36 وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ أَنَّ إِيلِيَّا النَّبِيَّ تَقَدَّمَ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، لِيُعْلَمِ الْيَوْمَ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ فِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا عَبْدُكَ، وَبِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ. 37 اسْتَجِبْنِي يَا رَبُّ اسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هذَا الشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلهُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعًا». 38 فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتِي فِي الْقَنَاةِ. 39 فَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ الشَّعْبِ ذلِكَ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَقَالُوا: «الرَّبُّ هُوَ اللهُ! الرَّبُّ هُوَ اللهُ!» "وعند الظهر سخر بهم إيليَّا وقال: ادعوا بصوت عال، لأنَّه إله لعلَّه مستغرق أو في خلوة أو في سفر أو لعلَّه نائم فيتنبَّه" [27]. لو لم يشعر إيليَّا النبي بأنَّه محفوظ بالعناية الإلهيَّة لما سخر وهو وحده بـ850 كاهنًا للبعل يسندهم الملك والملكة ويجري وراءهم الشعب. "فصرخوا بصوتٍ عالٍ، وتقطَّعوا حسب عادتهم بالسيوف والرماح حتى سال منهم الدم" [28]. لا تزال بعض العبادات الوثنيَّة بين القبائل تستخدم الرقص العنيف وتجريح الأجساد. وقد منعت الشريعة تقطيع الجسم (تث 14: 1). جاء عن عبادة الإلهة الهندوسيَّة ماثا Hindu goddess Matha أنَّه كان يجتمع حوالي 10 آلاف إلى 12 ألفًا من الشعب. وفي لحظات يقف إنسان في وسطهم ويتظاهر بأن الإلهة دخلت فيه، فينزع عنه عمامته وينسدل شعره الطويل على وجه، ثم يبدأ يثب ويهتز وينطق بصرخات عنيفة كمن يعوي. وإذ تزداد الإثارة يضرب نفسه بسلسلة ثم يحرك السيف بفمه فيجرح نفسه، ثم يأخذ من دمه ويلطخ به جباه المشاهدين. يتزايد الحماس وينتشر بين المشاهدين فيحسب البعض أن الإلهة قد حلَّت فيه فيقضون الليل كلُّه يثبون ويتمايلون. "ولما جاز الظهر وتنبَّأواإلى حين إصعاد التقدمة ولم يكن صوت ولا مجيب ولا مصغ. قال إيليَّا لجميع الشعب: تقدَّموا إليّ، فتقدَّم جميع الشعب إليه، فرمَّم مذبح الرب المنهدم" [29-30]. ربَّما تهدَّم هذا المذبح بأمر آخاب أو إيزابل لمنع عبادة الله الحيّ. "ثم أخذ إيليَّا اثني عشر حجرًا بعدد أسباط بني يعقوب الذي كان كلام الرب إليه قائلًا إسرائيل يكون اسمك" [31]. رمَّم إيليَّا المذبح باثني عشر حجرًا بعدد الأسباط ليعلن رفضه التام لانقسام المملكة، مؤكِّدًا أن الله هو إله كل الأسباط، وأن مسرَّته أن تُقدَّم ذبيحة واحدة عن الجميع. اختيار 12 حجرًا لم يكن بلا معنى، فإن رقم 12 كما يقول القديس أغسطينوس: [يشير إلى ملكوت الله على الأرض، حيث يملك الثالوث (3) في كل جهات المسكونة، أي في المشارق والمغارب والشمال والجنوب (4)، فمحصِّلة 3 × 4 هي 12]. وكأنَّ رقم 12 يشير إلى كنيسة الله الممتدَّة من أقاصي المسكونة إلى أقاصيها. فيما يلي أمثلة لاستخدام هذا الرقم: * ضمَّ شعب الله القديم 12 سبطًا، بكونه الكنيسة المقدَّسة (تك 35: 22). * يحمل رئيس الكهنة على صدرته 12 حجرًا كريمًا، إذ يشفع المؤمن الحقيقي في كل المؤمنين. ويثبِّت في ثوبه 12 جرسًا إشارة إلى التزامه بالشهادة الحيَّة أينما وجد (خر 28). * وضع موسى 12 حجرًا عند سفح الجبل (خر 24: 4)، ويشوع في الأردن (يش 4: 3). * اختار السيِّد المسيح 12 تلميذًا. * مدينة أورشليم العليا لها 12 بابًا، ثلاثة أبواب من كل جانب (رؤ 21). "وبنى الحجارة مذبحًا باسم الرب، وعمل قناة حول المذبح تسع كيلتين من البزر" [32]. تحوي الكيلة حوالي ثلاثة جالونات. "ثم رتَّب الحطب وقطع الثور، ووضعه على الحطب، وقال: املأوا أربع جرَّات ماء، وصبُّوا على المحرقة وعلى الحطب" [33]. إلهنا إله نظام وليس إله تشويش، يودّ من أولاده أن يتبعوا النظام. رتَّب إيليَّا الحطب ولم يضعه بلا ترتيب. اقتبس Calment نصًا لكاتب قديم نسبه للقديس يوحنا الذهبي الفم جاء فيه أنَّه رأى تحت مذابح الوثنيِّين فتحات في الأرض بها مداخن تخرج منها متَّصلة بفتحات في أعلى المذبح، يخفي كهنة الوثنيِّين النار في الفتحات التي تحت الأرض، وإذ تشعل النار الحطب الذي في المذبح يظنّ البسطاء أن نار عجيبة خرجت والتهمت الذبيحة. هذا ما دفع إيليَّا النبي أن يسكب مياه كثيرة تملأ القنوات حول المذبح حتى لا يعطي فرصة لأدنى شك في أن النار هي من قبل الرب. "ثم قال: ثنُّوا فثنُّوا. وقال: ثلِّثوا فثلَّثوا. فجرى الماء حول المذبح، وامتلأت القناة أيضًا ماءً" [34-35]. أمر بإلقاء 12 جرَّة ماء على المحرقة والحطب حتى جرى الماء حول المذبح وامتلأت القنوات المحيطة به. جاءوا بالماء من البحر الذي كان قريبًا منه، حيث كان الماء العذب شحيحًا جدًا. "وكان عند إصعاد التقدمة أن إيليَّا النبي تقدَّم وقال: أيُّها الرب إله إبراهيم واسحق وإسرائيل ليعلم اليوم أنَّك أنت الله في إسرائيل. وأنِّي أنا عبدك وبأمرك قد فعلت كل هذه الأمور" [36]. طلب إيليَّا من الله أن يتمجَّد بكونه إله إبراهيم واسحق وإسرائيل لم يطلب إيليَّا النبي مجده الذاتي بل مجد الرب. |
|