* لقد خرجت لتأتي بماءٍ وتجمع قشّ خشب. لنتأمَّل ماذا يعني الماء والخشب؛ فإنَّنا نعلم أن كليهما مفرح وضروري للكنيسة، إذ كُتب: "كالشجرة المغروسة على مجاري المياه" (مز 1: 3). يظهر في الخشبة سرّ الصليب وفي الماء سرّ المعموديَّة. لذلك خرجت لتجمع عوديّ خشب وقد أجابت إيليَّا الطوباوي عندما سألها عن طعام، قائلة: "حيٌّ هو الرب، ليس عندي إلاَّ ملء كف من الدقيق وقليل من الزيت في كوز، هأنذا أقُشّ عودين لأصنع طعامًا لي ولابني لنأكله ثم نموت". ترمز هذه الأرملة إلى الكنيسة كما قلت قبلًا، ويشير ابن الأرملة إلى الاخوة. إنَّها لم تقل ثلاثة عيدان أو أربعة، كما لم تقل عودًا واحدًا، بل أرادت أن تجمع عودين. كانت تجمع عودين لأنَّها استقبلت المسيح في رمزه إيليَّا، أرادت أنتجمع قطعتيّ خشب لأنَّها أرادت أن تعرف سرّ الصليب. حقًا إن صليب ربنا ومخلِّصنا قد أُعدَّ بقطعتيّ خشب. هكذا كانت الأرملة تجمع عودين، لأن الكنيسة تؤمن به، ذاك المعلَّق على عوديّ الخشب. لقد قالت: "هأنذا أقُشّ عودين لأصنع طعامًا لي ولابني لنأكله ثم نموت". أنَّه حق أيُّها الإخوة المحبوبون، لا يستحق أحد أن يؤمن بالمسيح مصلوبًا ما لم يمت عن الماضي ويحيا للمستقبل.