|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بالمشط والإبريق القديسة فيرينا حكاية فتاة صعيدية علمت سويسرا قواعد النظافة كل من يقوم بزيارة للسفارة السويسرية في القاهرة؛ يشاهد تمثالا لفتاة وهي تمسك مشطا في يدها اليمنى وإبريقا للاستحمام في يدها اليسرى، وتحت التمثال موضوع اسم سانت فيرينا. ويقول ماجد كامل، الباحث في التراث القبطي، إن فيرينا هذه فتاة صعيدية جاءت من بلدة تدعى كركوز (أو جراجوس)، وهي حاليا قرية صغيرة بمركز قوص بمحافظة قنا، وهي بنت إحدى العائلات الغنية هناك، وقد تربت تربية مسيحية حقيقية، وفي عصر الامبراطور مكسيميان (286-305) حدثت ثورة في بلاد الغال (فرنسا حاليا)، فتقدم بجيشه من روما إلي هناك لإخماد هذه الثورة، وعندما وصل واكتشف ضخامة حجم المتمردين وعدم قدرته على ردعهم وحده، وطلب من والي الإسكندرية أن يمده بالعون من القوات الإضافية لمقاومة هذه الثورة. وأرسل اليه الامبراطور كتيبة من طيبة (بلاد الأقصر حاليا) ويبلغ قوامها حوالي ستة آلاف وستمائة جندي، وكان قائد الكتيبة يدعى موريس؛ وكانت الكتيبة كلها من المسيحيين؛ فتحركت السفينة بالكتيبة متوجهة إلى مدينة روما، وهناك قسمت الكتيبة إلى فصائل كل فصيلة تضم نحو خمسائة جندي، وكان من عادة الجنود أن يقدموا ذبائح للأوثان قبل الدخول في الحرب لضمان أن ينتصروا في المعارك، وبالطبع رفض موريس وباقي أفراد الكتيبة تقديم الذبائح، فاستدعاهم الإمبراطور مكسيميان وطلب إليهم تقديم الذبائح، فأرسل موريس رسالة إلى الإمبراطور يرفض فيها تقديم مثل هذه الذبائح، فاستشاط الامبراطور غضبا، وأمر أن يقتل عشر كل مجموعة من فصائل الكتيبة، لعل الباقي يخاف ويرتدع، فلما رأى إصرار الجميع على عدم تقديم الذبائح أمر الإمبراطور بقتلهم جميعا، وتم ذلك في مدينة آجون مقاطعة فاليس جنوب غرب سويسرا. وأضاف ماجد كامل، الباحث في التراث القبطي، قائلا إن هذه المنطقة تعرف حاليا بمدينة سانت موريتس، وتبعد حوالي 100 كم عن جنيف، وتعتبر من أشهر المدن السويسرية، وعودة إلى فيرينا؛ فلقد سافرت مع الكتيبة الطيبية إلى سويسرا للقيام بخدمة التمريض وإسعاف جرحى الحروب، فلما استشهد جميع أفراد الكتيبة؛ بقيت هي في هذه المنطقة، وهناك اهتمت بتعليم شعبها تعاليم الدين المسيحي، كما اهتمت بتعليمهم مبادئ الصحة العامة والنظافة، فعلمتهم استعمال المشط للعناية بالشعر ونظافته، كما علمتهم ضرورة الاستحمام المستمر وحسن الهندام، لذلك يرمز لصورها وتماثيلها بفتاة تمسك في إحدى يديها إناء به ماء، وفي اليد الأخرى تمسك بمشط. وأشار إلى أن فيرونيا استمرت في خدمتها بالمنطقة تقوم برعاية المرضى والفقراء، ثم انتقلت إلى مديبنة تورتساخ على نهر الراين وهي تقع على الحدود بين سويسرا وألمانيا، وصارت تخدم وتكرس حياتها لخدمة أهل هذه المدينة، واستمرت تخدم في هذه المنطقة حوالي 11 سنة، وتوفت في عام 344م، ويعيد الغرب بعيد وفاتها في أول سبتمبر من كل عام، أما في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فيعيد لها يوم 4 توت من التقويم القبطي الموافق 14 سبتمبر. ويشير إلى أن أهل مدينة تورتساخ شيدوا كنيسة صغيرة فوق قبرها تهدمت مع المدينة كلها عندما اجتاحتها القبائل الجرمانية، وفي القرن التاسع الميلادي شيد الرهبان البندكتين ديرا مكان قبرها، ولكن ما لبث أن التهمته النيران عام 1279م، فأعيد بناؤه من جديد ومع توالي السنين ألحقت بلدة تورتساخ بدوقية بادن، واهتم أهالي البلدة بعدها بإقامة حمامات المياه المعدنية تحت اسم القديسة فيرينا، وأصبحت كنيستها وقبرها مقصدا للحجاج. ومع توالي الأيام هدمت الكنيسة، وأقيم مكانها فندق يحمل اسم القديسة فيرينا ST.Verena ويوجد حاليا تمثال لها في منتصف الجسر المقام بين سويسرا وألمانيا فوق نهر الراين، كما يوجد حوالي 70 كنيسة على اسمها في سويسرا، و30 كنيسة في ألمانيا. ويوضح الباحث في التراث القبطي أن من أجمل الكتب التي صدرت في الفترة الأخيرة عن القديسة فيرينا ووثقت قصة حياتها بالكامل بالرجوع إلى المصادر الأصلية عن القديسة، هو كتاب "بإبريق ومشط: رحلة اكتشاف فيرينا في مقاطعة تسورتساخ"، تأليف فالتر بولمان، وترجمة أشرف نادي أحمد، وقام بمراجعة الترجمة الأستاذ الدكتور محمد صلاح الخولي، أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة، والصادر عن المركز القومي للترجمة تحت رقم 2615، الطبعة الأولى 2016، والجميل في الكتاب أن المؤلف نفسه قسيس سويسري، عمل في تدريس علوم اللاهوت بجامعة لوزان، ولقد رجع إلى تسعين مصدرا بالتمام والكمال، ذكرهم بالكامل في قائمة المصادر والصفحات من 269- 271، فضلا عن المراجع الحديثة التي احتلت وحدها الصفحات من 259- 267. |
|