رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نحو الأبدية لقد وضع الله في قلب الإنسان أشواق نحو الخلود الأبدي، لهذا فكل الشعوب تبحث عن الطريق إلى الحياة الأبدية، وكل فرقة أو مجموعة تظن أنها سالكة في طريق الله، وبأنها ستكون في محضر الله بعد الرقود أو الموت الجسدي. فمنها من تقدّم الذبائح الحيوانية استرضاء للخالق، ومنها من تعبد أصناما قد صنعت بالأيدي، ومنها من تسجد لأنواع من الحيوانات، وأيضا نجد جماعة تظن بأنها تعبد الله الواحد، وتضع لنفسها طقوس أرضية غير لائقة تمزجها مع فكر الله. وكل هذا الضجيج من المجموعات والفرق والأديان يقف الكتاب المقدس ليحسم هذا الجدل القائم بين الجميع، ليقول بالروح القدس "توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت" (أمثال 25:16). لا تبحث في المكان الخاطىء، ولا تضّيع الفرصة في خلاص نفسك. ولا تجعل مجهودك يذهب في مهب الريح، ربما أنت متدّين كثيرا وكل يوم تصلي وتقرأ في كتابك، وتظن بأنك تسير نحو الأبدية مع الله، فتمارس كل الأساسيات وكل الطقوس التي تعلمتها منذ الصغّر من الأهل ربما، أو من المجتمع الذي أنت فيه فكل هذا لن يوصل بك إلى الطريق الصائب، فالله منذ الأزل قد أعدّ كل شيء وهو عالم بأننا خطاة جهّال وتائهين في برية مظلمة لا معين لنا ولا منقذ ونصيبنا الدينونة العادلة من الله القدوس لأننا عصينا وصاياه واخطأنا. فالذي أعدّه الله أعظم وأروع من أن نفكر فيه، لهذا أرسل يسوع المسيح ليكون هو الوسيط بين الله والإنسان الخاطىء "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح" (1 تيموثاوس 5:2)، فخطايانا التي لطّخت قلوبنا وأفكارنا وضعت حاجز كبير بيننا وبين الله القدوس، قد تكون أنت ضمن هذا العالم الساقط وأيا كان مظهرك الخارجي لكن صوتا خفيا في أعماقك يصرخ فيك قائلا "إنك تخدع الناس وتخدع نفسك أيضا". وبدلا من أن تستجيب للذي أنت فيه اتجّه نحو نداء الله فهوأعظم بكثير، نداء العالم يشدّنا نحو الهلاك ونحو الفساد الأخلاقي والروحي والأدبي فنشوّه الصورة التي خلقنا عليها، ظانين أننا ضمن مجموعة تشفع فينا، ولكن مع الأسف هذا سيؤدي بنا إلى هلاك رهيب. أما نداء الله فهو عبر المسيح الذي قال "أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يوحنا 14:6)، وهنا تبدأ الرحلة الحقيقية نحو الأبدية، فيسوع المسيح هو كل الطريق ولا يوجد سواه لكي تصل إلى الخلود في محضّر الله. وبه كل الحق الكامل، فهو بلا عيب وصاحب دماء طاهرة سفكت على صليب الجلجثة من أجل الخطاة، وحقه يلمع مثل السيف القاطع، ومثل النور البهي وسط ظلمة حالكة، ومثل المرساة للنفس الهائجة فتعطيها هدوء مدهش، نعم يسوع هو كل الحق. والأهم من ذلك هو رئيس الحياة، أي هو نبع كل شيء ينبض، وهو مصدر كل الكائنات، فبه كان كل شيء ومن غيره لم يكن شيء مما كان، فهو الذي أعطاك نسمة حياة في الخلق الجسدي و يريد أن يمنحك حياة جديدة عبر التوبة والإيمان توصل بك نحو الأبدية "إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا" (2 كورنثوس 17:5). عزيزي القارىء: إن كنت تبحث عن الأبدية لكي تكون مع الخالق، مع الله الذي أحبك، فلا تغش نفسك بكل ما أنت فيه، وجّه أنظارك نحو المسيح المخلص، وأطلب منه أن يمنحك الأشواق للحياة الأبدية، وارم كل أحمالك عليه واجعله ربا وسيدا ومخلصا، فما من طريق تؤدي إلى السماء سوى بالمسيح. لا تضّيع الفرصة. هو دوما بإنتظارك. |
|