قداسة البابا تواضروس الثاني
إن الإنسان المسيحي يجب أن يغفر دائمًا ويغفر بدافع المحبة أسوة بالمسيح (كولوسي 3: 13) ولا يقاوم الشر إلا بالخير (رومية 12: 21). إن السيد المسيح لم يدعو الخطاة إلى التوبة والإيمان فقط، بل أعلن أنه لم يأتِ إلا ليشفي ويغفر. إن مقابلة الخير بالخير هو عمل إنساني، ومقابلة الخير بالشر هو عمل شيطاني، أما مقابلة الشر بالخير فهو عمل إلهي. فالغفران عمل صعب على البشر لأنه ليس من طبيعتهم، ولكنه يحتاج قوة إلهية خاصة نابعة من المحبة التي سكبها الله في قلب الإنسان المسيحي (رومية 5: 5)، وبها يغفر ويسامح ويغسل قلبه ونفسه من الإساءة ومن المرارة، ولذا نصلي يوميًا: “قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي أحْشَائِي” (مزمور 50).