رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة الأمم: 1 «أَصْغَيْتُ إِلَى الَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا. وُجِدْتُ مِنَ الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِي. قُلْتُ: هأَنَذَا، هأَنَذَا. لأُمَّةٍ لَمْ تُسَمَّ بِاسْمِي. "أصغيت إلى الذين لم يسألوا، وُجدت من الذين لم يطلبوني، قلت هأنذا لأمة لم تُسم باسمي" [1]. واضح هنا أن الحديث خاص بقبول الأمم التي لم تعرف الله ولا طلبته قبلًا ولا حملت اسمه، لكنها آمنت بالمخلص فتمتعت بما حرم شعب الله نفسه بنفسه منه. تحدث القديس بولس عن دعوة الأمم ورفض الجاحدين من اليهود في رسالته إلى أهل رومية (رو 9: 11)، مستشهدًا بالعبارة النبوية الواردة هنا (رو 10: 20-21). فقد أصغى الله إلى الأمم التي لم تسأله، ووجده هؤلاء الذين لم يطلبوه، لأننا ونحن أعداء صالحنا مع الآب. أحب البشرية كلها قبلما تحبه، واختارنا قبلما نعرفه أو نطلبه. لقد أمال قلوبنا إليه إذ بادرنا بالحب قبلما يُدعى اسمه علينا. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [هل سمع إسرائيل ولم يفهم؟ إن كانت الأمم الوثنية قد سمعت وأدركت الإيمان فكم بالحري كان يليق باليهود الذين أعطاهم الله منذ القدم كل العلامات التي تستهدف إزالة الغشاوة عن عيونهم]. * من هم الذين لم يبحثوا عنه؟ من هم الذين لم يسألوا عنه؟ بالتأكيد ليس اليهود بل الذين هم من الأمم التي لم تعرفه، هؤلاء وصفهم موسى بالكلمات: "ليسوا شعبًا"، "أمة غبية"؛ وعلى ذات الأساس يُشير إليهم هنا من جهة جهلهم الزائد. إنه عار عظيم للغاية أن الذين لم يطلبوه وجدوه، والذين بحثوا عنه فقدوه (بعدم إيمانهم). القديس يوحنا الذهبي الفم القديس هيبوليتس |
|