رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنْ سَلَكْتُ فِي وَسَطِ الضِّيقِ تُحْيِنِي. عَلَى غَضَبِ أَعْدَائِي تَمُدُّ يَدَكَ، وَتُخَلِّصُنِي يَمِينُكَ [7]. يقدم لنا المرتل خبرته العملية، وهي أن الله نور العالم، نكتشفه في الوقت المناسب، حين تحاصرنا الظلمة، ويهجم علينا اليأس. في اللحظة الحاسمة يشرق الله بنوره، معلنًا أنه وإن كان طويل الأناة، يسمح لنا بالضيق، لكنه يعلن عمله لخلاصنا، ولن يبقى مختفيًا على الدوام. رعاية الله لنا خاصة وقت الضيق تكشف عن مجده كقديرٍ ومحبٍ في نفس الوقت. تشير يد الآب إلى الابن الذي تجسد ليتمم الخلاص. هكذا مُحاط المرتل بالضيقات، ويعاني من ثورات عدو الخير وقواته، لكن كلمة الله المتجسد، ربنا يسوع، يخلصه من كل شدة، ويهبه النصرة على إبليس وجنوده. * "إن سلكت في وسط الضيق تحيني". هذا حق: أيا كانت الضيقة التي أنت فيها، اعترف، أدعه، فإنه يحررك ويحييك... حب الحياة الأخرى، فسترى أن هذه الحياة ضيقة؛ مهما كان رخاؤك مشرقًا، مهما كانت مباهجك وفيرة وتفيض. فمادام هذا الفرح ليس في أمان دائم، ولست متحررًا من التجارب، بدون شك تحسب (الحياة هنا) ضيقًا... ليثر أعدائي، ماذا يستطيعون أن يفعلوا؟ يمكنهم أن يأخذوا مالي، يسلبونني، ينفوني، يعاقبونني، يصبون على الحزن والعذابات، وأخيرًا إن سُمح لهم يقتلونني. هل يستطيعون أن يفعلوا ما هو أكثر. إنك تمد يدك عليّ، فوق كل ما يستطيع أن يفعله أعدائي. فإن أعدائي لا يستطيعون أن يفصلوني عنك. إنك كلما تأخرت تنتقم لي بالأكثر... لأنك لن تجعلني أيأس، إذ يتبع ذلك: "وتخلصني يمينك". القديس أغسطينوس * "إن سلكت في وسط الضيق تحيني". لم يقل "تخلصني من الضيق، إنما تعطيني حياة بينما أبقى في وسط نفس المتاعب. إنك تنجح في أن تخلصني من السقوط في المخاطر نفسها، الأمر الملحوظ والمتوقع، عندما يضغط الأذى ويطوق الشخص ليزعجه، إذا به في أمانٍ. القديس يوحنا الذهبي الفم * تُقال "يد الله" هنا عن قصاصه وانتقامه ورجزه على الظالمين. وأما يمينه فهي مساعدته لأتقيائه وحمايته لهم. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إن يمين الله هو ربنا يسوع الذي أحيانا وخلصنا وكافأنا نحن الضعفاء. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|