|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَسْجُدُ فِي هَيْكَلِ قُدْسِكَ، وَأَحْمَدُ اسْمَكَ عَلَى رَحْمَتِكَ وَحَقِّكَ لأَنَّكَ قَدْ عَظَّمْتَ كَلِمَتَكَ عَلَى كُلِّ اسْمِكَ [2]. يرى البعض أن المقصود هنا ليس الهيكل، وإنما خيمة الاجتماع المقدسة، إذ لم يكن قد بُني الهيكل بعد. يقصد بالقول: "كلمتك" وعودك الإلهية، فمن أجل رحمته وحقه أو إخلاصه وأمانته يحقق كل وعوده الإلهية. أما قوله "عظمت كلمتك"، فتعني أن الله لا يتمم وعوده التي نطق بها فحسب، إنما يعطي ويقدم أكثر مما يعد. يرى البعض أن "كلمتك" هنا يُقصد بها الكلمة الإلهي، فإن كان بالتجسد قد تواضع الكلمة الإلهي، فإن الآب يَّعظمه ويمجده، بإظهار ما له من أمجاد أخفاها بالتجسد الإلهي. يقول القديس أغسطينوس إنه توجد كنيسة فوق، حيث الملائكة. وتوجد كنيسة أسفل حيث يوجد المؤمنون. لقد نزل الله لكي يخدمنا، وصارت الملائكة أيضًا تخدمنا، وصرنا نحن هيكل الله (1 كو 3: 17). هكذا يليق بنا ونحن نسجد لله، أن نركز أنظارنا نحو أعماقنا التي يقيم منها ربنا يسوع ملكوته. * لذلك: "أسجد نحو هيكل قدسك"، أقصد لا الهيكل المصنوع بأيدٍ، بل الذي صنعته أنت لنفسك. القديس أغسطينوس * "أسجد في هيكل قدسك"... هيكل المرتل هو أورشليم المقدسة السماوية! "على رحمتك وحقك". ليت الخاطي يهتم بالكلمة "رحمتك"، والمتكبر يلتفت إلى كلمة "حقك". القديس جيروم * "أسجد نحو هيكل قدسك". هذا أيضًا فضيلة ليست بقليلة، أن تكون قادرًا على الصعود إلى الهيكل، وبالصعود تسجد بضميرٍ نقيٍ. ما هو مطلوب، فوق كل شيء، لا أن تحني الركبة وتدخل، بل تفعل هذا بروح متقدة، وموقفٍ سامٍ. ولا تكون حاضرًا بالجسد فقط بل وبالذهن أيضًا، فإنه ليس بالأمر الهين أن تعبد إله الكل كما ينبغي. إن كان هكذا ينبغي التكريم في حالة الملوك، فبالأولى بالنسبة لإله الكل. "واعترف لاسمك على رحمتك وحقك". ماذا يعني هذا؟ يقول إنني أشكرك لتمتعي برعايتك العظيمة؛ إنها ليس من أجل أعمالي الصالحة، عُدت لاقتناء وطني ورؤية الهيكل، إنما ذلك من أجل رحمتك ورأفتك. من أجل هذا أسجد لك، ولأجل ذلك أعترف لك. ومع أني مستحق العقوبة والجزاء وبحق أستحق أن التمس منك على الدوام وأنا في أماكن غريبة أن تحقق لي عودة سريعة. "لأنك قد عظمت اسمك فوق كل شيءٍ". ما يقصد هو أمر كهذا: إنني أشكرك ليس فقط من أجل الإحسانات، وإنما من المجد الذي لا يُنطق به، والعظمة غير المحدودة والطبيعة التي لا توصف... إنك إن استدعيت ملائكة أو رؤساء ملائكة، شياطين أو عناصر خالية من الحس، صخورًا أو بذورًا، الشمس أو القمر، الأرض أو المحيط، السمك أو الطيور، البرك أو الينابيع أو الأنهار، فإن اسمك يظهر عظيمًا في كل شيءٍ. عوض "عظمت اسمك المقدس فوق كل شيء"، جاء في ترجمة أخرى: "عظمت كلمتك فوق كل شيء"، وفي أخرى: "منطوقاتك". القديس يوحنا الذهبي الفم * إن قوله: "على رحمتك"، يعني لأنك رحمتني أنا الخاطي المستوجب العذاب، وسمعت طلبي، وأهلتني أن أعود راجعًا إلى وطني، وأعتقتني من العبودية، وأدخل إلى هيكلك، وأسجد لك فيه. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|