رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العمودان: 13 وَأَرْسَلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ وَأَخَذَ حِيرَامَ مِنْ صُورَ. 14 وَهُوَ ابْنُ امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ مِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي، وَأَبُوهُ رَجُلٌ صُورِيٌّ نَحَّاسٌ، وَكَانَ مُمْتَلِئًا حِكْمَةً وَفَهْمًا وَمَعْرِفَةً لِعَمَلِ كُلِّ عَمَل فِي النُّحَاسِ. فَأَتَى إِلَى الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ وَعَمِلَ كُلَّ عَمَلِهِ. 15 وَصَوَّرَ الْعَمُودَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ، طُولُ الْعَمُودِ الْوَاحِدِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا. وَخَيْطٌ اثْنَتَا عَشَرَةَ ذِرَاعًا يُحِيطُ بِالْعَمُودِ الآخَرِ. 16 وَعَمِلَ تَاجَيْنِ لِيَضَعَهُمَا عَلَى رَأْسَيِ الْعَمُودَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ مَسْبُوكٍ. طُولُ التَّاجِ الْوَاحِدِ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَطُولُ التَّاجِ الآخَرِ خَمْسُ أَذْرُعٍ. 17 وَشُبَّاكًا عَمَلًا مُشَبَّكًا وَضَفَائِرَ كَعَمَلِ السَّلاَسِلِ لِلتَّاجَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى رَأْسَيِ الْعَمُودَيْنِ، سَبْعًا لِلتَّاجِ الْوَاحِدِ، وَسَبْعًا لِلتَّاجِ الآخَرِ. 18 وَعَمِلَ لِلْعَمُودَيْنِ صَفَّيْنِ مِنَ الرُّمَّانِ فِي مُسْتَدِيرِهِمَا عَلَى الشَّبَكَةِ الْوَاحِدَةِ لِتَغْطِيَةِ التَّاجِ الَّذِي عَلَى رَأْسِ الْعَمُودِ، وَهكَذَا عَمِلَ لِلتَّاجِ الآخَرِ. 19 وَالتَّاجَانِ اللَّذَانِ عَلَى رَأْسَيِ الْعَمُودَيْنِ مِنْ صِيغَةِ السُّوسَنِّ كَمَا فِي الرِّوَاقِ هُمَا أَرْبَعُ أَذْرُعٍ. 20 وَكَذلِكَ التَّاجَانِ اللَّذَانِ عَلَى الْعَمُودَيْنِ مِنْ عِنْدِ الْبَطْنِ الَّذِي مِنْ جِهَةِ الشَّبَكَةِ صَاعِدًا. وَالرُّمَّانَاتُ مِئَتَانِ عَلَى صُفُوفٍ مُسْتَدِيرَةٍ عَلَى التَّاجِ الثَّانِي. 21 وَأَوْقَفَ الْعَمُودَيْنِ فِي رِوَاقِ الْهَيْكَلِ. فَأَوْقَفَ الْعَمُودَ الأَيْمَنَ وَدَعَا اسْمَهُ «يَاكِينَ». ثُمَّ أَوْقَفَ الْعَمُودَ الأَيْسَرَ وَدَعَا اسْمَهُ «بُوعَزَ». 22 وَعَلَى رَأْسِ الْعَمُودَيْنِ صِيغَةُ السُّوسَنِّ. فَكَمُلَ عَمَلُ الْعَمُودَيْنِ. "وصور العمودين من نحاس، طول العمود الواحد ثمانية عشر ذراعًا وخيط اثنتا عشرة ذراعًا يحيط بالعمود الآخر" [15]. لا نجد للذهب أثرًا خارج القدس وقدس الأقداس، فإن الأمجاد السماويَّة تبقى في الداخل، لكن نجد النحاس خارجًا لكي نشارك السيِّد المسيح صبره وآلامه ومثابرته إذ يظهر في سفر الرؤيا هكذا: "رِجلاه شبه النحاس النقي كأنَّهما محمَّيتان في أتون" (رؤ 1: 15). فإذ نلبس السيِّد المسيح يكون لنا النحاس الذي به ندك كل الأتعاب والضيقات ونسير نحو السماء بمثابرة بدون تراخ. يصعب تحديد وضع العمودين النحاسيِّين في بهو الهيكل [21] إن كان في الهواء الطلق أم تحت السقف. كانا بين الهيكل ودار الكهنة، وهما لم يوضعا لتثبيت باب بينهما، أو لإقامة مبنى عليهما، وإنَّما للزينة ولعملٍ رمزي. يظهر ذلك من أن العمودين أقصر من أن يبلغا سقف الرواق. وأيضًا من جهة المواد فإن الهيكل كان من الحجارة والأخشاب، وأمَّا العمودان فمن النحاس. لو كان العمودان لهما عمل أساسي في المبنى لما ذكر هنا مع أدوات الهيكل، بل كان قد ذكرا قبلًا مع تفاصيل المبنى ذاته. هكذا كانت الهياكل الفينيقيَّة، فيُنصب العمود أو الأعمدة بلا سقف عليها كما يظهر من النقود والرسوم القديمة. كان العمودان أجوفين سمكهما أربعة أصابع (إر 52: 21). كان طول العمود الواحد ثمانية عشر ذراعًا، وفي (2 أي 3: 15) خمس وثلاثون ذراعًا، ربَّما لأن الكاتب أضاف إليه التاج الذي كان يحوي قسمين: الشبَّاك وهو القسم السفلي وطوله خمس أذرع [16]، وصيغة السوسن وهو القسم الأعلى وطوله أربع أذرع [19]. كما أضاف إليه قاعدة العمود وعلوها ثماني أذرع، فيكون المجموع 35 ذراعًا (18+5+4+8). وكان المحيط 12 ذراعًا. "وعمل تاجين ليضعهما على رأسي العمودين من نحاس مسبوك، طول التاج الواحد خمس أذرع، وطول التاج الآخر خمس أذرع" [16]. يتحدَّث عاموس النبي عن تأديب الرب بقوله: "رأيت السيِّد قائمًا على المذبح، فقال: اضرب تاج العمود حتى ترجف الأعتاب، وكسِّرها على رؤوس جميعهم" (عا 9: 1). هنا يشير إلى هذين العمودين ليس حرفيًّا بل رمزيًّا، حيث يهب غضب الرب على بيته بسبب شرِّهم فلا يقوم العمودان اللذان يمثِّلان "فرح الملك"، وتأسيس الرب لمملكته بتقديم قوَّته لشعبه. يسقط العمودان وترتجف أعتاب البيت ويصير التاجان عِوض كونهما علامة الكرامة والقوَّة، أداة لتكسير رؤوسهم. "وشُبَّاكًا عملًا مشبكًا وضفائر كعمل السلاسل للتاجين اللذين على رأسي العمودين، سبعًا للتاج الواحد، وسبعًا للتاج الآخر" [17]. كانت هذه الشباك بعوارض على نوع شعريَّة، وكانت من نحاس، غطَّت القسم السفلي من التاجين. وعلى الشباك كانت السبع ضفائر أو السلاسل من النحاس. "وعمل للعمودين صفِّين من الرمان في مستديرهما على الشبكة الواحدة، لتغطية التاج الذي على رأس العمود، وهكذا عمل للتاج الآخر" [18]. ربَّما كان الترتيب كالآتي: * أولًا القاعدة. * فوقها العمود. * في رأس العمود صف من الرمَّان فيه مائة رمَّانة. * فوق صف الرمَّان الشباك والضفائر. * فوقها الصف الثاني من الرمَّان فيه مائة رمَّانة أخرى. * فوق هذا الصف الثاني صيغة السوسن. "والتاجان اللذان على رأسي العمودين من صيغة السوسن كما في الرواق هما أربع أذرع" [19]. لم يُذكر أن في رواق الهيكل صيغة السوسن. "وكذلك التاجان اللذان على العمودين من عند البطن الذي من جهة الشبكة صاعدًا، والرمَّانات مائتان على صفوف مستديرة على التاج الثاني" [20]. " من عند البطن" كان القسم السفلي من التاجين ناتئًا [41] وتحت النتوء الصف من الرمان السابق ذكره، وفوقه الصف الثاني من الرمان. وأوقف العمودين في رواق الهيكل، فأوقف العمود الأيمن ودعا اسمه ياكين، ثم أوقف العمود الأيسر ودعا اسمه بوعز" [21]. "ياكين" معناها "سيقيم" أو "يؤسس"؛ و"بوعز" معناها "فيه قوَّة". يرى البعض أن العمودين يشيران إلى قيادة الله لشعبه في البريَّة، عمود سحاب في النهار، وبالليل عمود من نور. فالله يهب شعبه ظلًا من متاعب التجارب، ونورًا وسط ظلمة العالم. ويرى آخرون أن العمودين عند باب بيت الرب إنَّما يشير أحدهما إلى الكهنة والآخر إلى الشعب، فالله يهب عابديه كهنة أو شعبًا أن يصيروا أعمدة حيَّة في هيكل قدسه. يود أن يكون كل مؤمن كياكين، أي يؤسِّسه الرب نفسه ويقيمه، غير متَّكلٍ على ذراع بشري. بالله يكون كبوعز، أي يحمل قوَّة سماويَّة لا تقدر كل قوَّات الظلمة أن تزعزعه. فالله هو مؤسِّسنا (ياكين) وهو قوَّتنا (بوعز). هكذا إذ ننطلق في صلواتنا كما إلى هيكل الرب السماوي نرى العمودين المملوءين قوَّة وجمالًا، فيلتهب قلبنا بروح الرب ويحل الرجاء فينا. يرى البعض أن "ياكين" تعني "ليبق الهيكل ثابتًا إلى الأبد"، و"بوعز" يشتهي سليمان أن يهب الله الهيكل قوَّة وثباتًا". يرى آخرون أن الاسمين معًا هما اختصار للكلمات: "سيفرح الملك باسم يهوه". "وعلى رأس العمودين صيغة السوسن فكمل عمل العمودين" [22]. |
|