منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 08 - 2024, 04:09 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

بذلت ظهْري للضَاربين




بذلت ظهْري للضَاربين

في الأصحاح السابق رأينا صورة رائعة لعمل الله الخلاصي، فقد أعلن أنه أعظم حبًا من عاطفة الأم نحو رضيعها، لن ينسى شعبه بل نقشه على كفه وأقامه عروسًا مقدسة وملكة متّوجة تشاركه أمجاده السماوية. أمام هذا الحب الإلهي وقفت الأمة اليهودية متذمرة عليه وجاحدة الإيمان به، لذا صار يُعاتبها على جحودها، طالبًا قبول عمل الصليب في حياتها.

كتاب الطلاق:

1 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «أَيْنَ كِتَابُ طَلاَقِ أُمِّكُمُ الَّتِي طَلَّقْتُهَا، أَوْ مَنْ هُوَ مِنْ غُرَمَائِي الَّذِي بِعْتُهُ إِيَّاكُمْ؟ هُوَذَا مِنْ أَجْلِ آثَامِكُمْ قَدْ بُعْتُمْ، وَمِنْ أَجْلِ ذُنُوبِكُمْ طُلِّقَتْ أُمُّكُمْ. 2 لِمَاذَا جِئْتُ وَلَيْسَ إِنْسَانٌ، نَادَيْتُ وَلَيْسَ مُجِيبٌ؟ هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ؟ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْرًا. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ، وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3 أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَمًا، وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».

كان اليهودي إذا ما طلق امرأته ولو بدون سبب مقبول يعطيها كتاب طلاق ويطردها من بيته، كما كان يمكنه أن يبيعها أمة لدائنيه (تث 24: 1-3)، وكان يجوز له أن يبيع أولاده لدائنيه، أما الله فلم يفعل بهم هكذا. أنه يسأل الأمة اليهودية التي جحدته ورفضت الإيمان به عن كتاب طلاقها مؤكدًا لها أنه لم يرد أن يُطَلقها ولا أن يطردها إنما هي طلقت نفسها بنفسها، وطردت نفسها من بيت الله عريسها خلال زناها ورجاساتها فكسرت الزواج المقدس.
"هكذا قال الرب: أين كتاب طلاق أمكم التي طلقتها؟! أو من هو من غرمائي الذي بعته إياكم؟! هوذا من أجل آثامكم قد بُعتُم، ومن أجل ذنوبكم طُلِقت أمكم" [1].
لقد جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله (يو 1: 11)؛ لهذا ففي عتاب أبوي يسأل رافضي الإيمان أن يظهروا كتاب طلاق أو اسم الدائن الذي إياه سلمه أولاده؛ كأنه يقول لهم إني لا أود طلاق أمكم ولا أن أبيعكم لأحد. هي اختارت إبليس عدوي عريسًا لها وأنتم بعتم أنفسكم بملذات الخطية وشهواته، وكما قال السيد المسيح لمقاوميه "أنتم من أب هو إبليس" (يو 8: 44).
يقول الأب إبراهيم في مناظرات كاسيان [ذات الملذات التي نتنعم بها (في الخطية) تصير عقوبة لنا، فتتحول المباهج والتنعمات إلى أشبه بعذابات لمتابعها].
ويرى العلامة أوريجانوس أن المجمع اليهودي ارتكب الزنا ضد العريس وقتله (يو 19: 6، 15؛ لو 23: 18) [إنها (كعروس) ثارت ضد رجلها أكثر من ثورته ضدها، هذا الذي طردها ونبذها موبخًا إياها بسبب ابتعادها عنه].
إن كان قد طردها إنما لأنها تركته وطردت نفسها بنفسها، فأعطاها سؤل قلبها الشرير. لقد جاء السيد المسيح كما إلى بيته فلم يجد أحدًا، فقد تركته ومعها الأولاد [2]. دعاها لعلها تَرِقّ لرجلها وترجع إليه فلم تُجب [2]؛ لم ترحِّب به ولا استجابت لندائه بل حرمته من كل حقوقه الزوجية والأبوية.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ينطق بهذه الأمور ليُظهِر أننا نحن الذين بدأنا بالهجر، وهذا يسبب هلاكنا. لا يشاء الله أن يتركنا أو يُعاقبنا بل وأن عاقب يفعل ذلك (كما) لا إراديًا، إذ يقول: "لا أشاء موت الخاطئ مثل أن يرجع ويحيا" (حز 18: 32 الترجمة السبعينية). يبكي يسوع على هلاك أورشليم كما نفعل نحن على أصدقائنا].
الله لا يُريد هلاكنا بل يطلب أن نكون دائمًا ملتهبين بالروح كعروس متهللة بعريسها لا أن يكونوا كزوجة متمردة تترك بيتها.
وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [تعمق بالأكثر ذاكرًا مثالًا يخترق أعمق الأمور، قائلًا: "كفرح العريس بالعروس هكذا يفرح بك الرب" (إش 62: 5). فالحب يكون في أوَجِه عند البداية (بين العروسين). وقد استخدم هذا الأسلوب لا ليحمل شيئًا بشريًا إنما لكي نلمس شدة التهاب محبته الحقيقية...].
من جانبها تركته رفضت أن تعيش في فرح العرس السماوي الدائم، أما من جانبه فأنه يعمل لحسابهم كمخلص يفديهم بحياته، قدير لا يعجز عن العمل من أجلهم، إذ يقول: "هل قصرت يدي عن الفداء؟! وهل ليس فيَّ قدرة للإنقاذ؟! هوذا بزجرتي أُنشِّف البحر، أجعل الأنهار قفرًا، ينتن سمكها من عدم الماء ويموت بالعطش. أُلبس السموات ظلامًا وأجعل المِسْحَ غطاءها" [2-3].
لقد جاء السيد بنفسه كما إلى بيته ليخلص بعدما ناداها خلال الناموس والأنبياء، جاء ليخلص ومع هذا ففي سخرية قالت أمتَّه وخاصته: "خلَّص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها؛ إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به" (مت 27: 42).
هكذا سخرت به أمتَّه، مع أنه هو الذي أقام لها طريقًا وسط بحر سوف ونهر الأردي، وعند صلبه ثارت الطبيعة فانكسفت الشمس وانخسف القمر، وحلّ الظلام على وجه الأرض.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بذلت ذاتك لكي تحررنا
أنتَ حرّ بذلت ذاتك لكي تحررنا
بذلت حتي ذبلت
بذلت كل مابوسعي لِأبقى
ويعلم الله أني بذلت حتى ذبِلت


الساعة الآن 10:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024