قداسة البابا تواضروس الثاني
من يدحرجُ لنا الحجر؟ الحجرُ هنا يمثل صعوبةً أمامَ الإنسان. من سيحركها؟ طبعًا واضحٌ لنا أن المريمات كن نساءً وقفن أمامَ حجرٍ كبيرٍ كان يسدُ بابَ القبرِ، ولم يكن بسهولة أن يحركنه. فكان يسببُ مشكلة.
ونحن في حياتِنا اليومية نواجه مشكلاتٍ كثيرة ويأتي السؤالُ: من يدحرجُ الحجر؟ من يحِلُ المشكلة؟ من يزيلُ هذه الصعوبة؟ من يفتحُ الطريقَ المسدود؟ أذكَّركم بالشاب الغني (مرقس 10: 17-22). الشاب الغني الذي عاش وذهب ليسألَ المسيحَ سؤالاً جميلاً جدًا وقال: “مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟” سؤالٌ رائع. شابٌ يبحث عن أبديته. وبعدما شرحَ له المسيحُ أن يحفظَ الوصايا، قال له: “هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي”. فقال له: “يُعْوِزُكَ أَيْضاً شَيْءٌ وَاحِدٌ”. باقٍ خطوة واحدة. ما هي الخطوة الباقية؟ “اذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ”. يقول لنا الكتاب: “فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِينًا” (متى 19: 22). كان هناك حجرٌ أمامَه، وهذا الحجر لم يستطع أن يتخطاه. كان غناه هو الحجر. ويمكن أن أذكِّرُكم بمثل الفريسي والعشار (لوقا 18: 9–14). عندما دخلا للصلاة، الفريسي وقفت أمامه الذات. الذاتُ وإحساسٌ بأنه هو الأفضل. أما الرجلُ العشار فخرج مُبَررًا، لأنه قال عبارةً واحدةً: “اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ” (لوقا 18: 13). من يدحرجُ لنا الحجر؟