رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله الخالق وحده يقدر أن يُجدد الخليقة "والآن هكذا يقول الرب خالقك يا يعقوب وجابلك يا إسرائيل، لا تخف لأني فديتك" [1]. حين أنكر آريوس لاهوت السيد المسيح ركز القديس أثناسيوس الرسولي في رده عليه بأن لاهوت السيد ليس عقيدة نظرية فلسفية إنما أمر يمس خلاصنا ذاته. لقد فسدت طبيعتنا البشرية تمامًا واحتاجت إلى الخالق ليخلص طبيعتنا الساقطة ويردها إلى أصلها، واهبًا إياها صورته، ومصلحًا إياها من الفساد إلى عدم الفساد؛ فيه تغلب البشرية الموت وتُعاد خلقتها. كانت الحاجة ماسة إلى ابن الله الواحد مع الآب والمساوي له في الجوهر أن يُقدم نفسه ذبيحة قادرة على الإيفاء بدين خطايانا وتحقيق العدالة والرحمة الإلهية في ذات الوقت. أنه الله الغالب للشيطان لا لأجل نفسه وإنما باسم البشرية ولحسابها. أخيرًا بكونه الله الحق أعاد لنا كرامتنا، واهبًا إيانا النبوة للآب فيه بالروح القدس. يقول البابا أثناسيوس: [صار إنسانًا لنصير نحن آلهة]، [وإن كان يوجد ابن واحد بالطبيعة، ابن حقيقي وحيد الجنس، صرنا نحن أبناء ليس بالطبيعة والحق بل بنعمته التي تدعونا، وأن كنا بشرًا على الأرض لكننا دُعينا آلهة]. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [بسبب الحب أخذ جسدنا وتراءف علينا، ليس هناك سبب آخر لتجسده]، الله لم يُجازنا عن تعدياتنا الكثيرة التي اقترفناها ضده رغم إحساناته علينا، بل أعطانا ابنه. جعله من أجلنا خطية... تركه يُدان ويموت كملعون. الذي لم يعرف خطية جعله كخاطئ وخطية... إنه يشبه ملكًا يرى لصًا على وشك الإعدام، فيرسل ابنه الحبيب الوحيد، ينقل عليه الموت ذاته بل وخطا المجرم! هذا كله من أجل خلاص المذنب، ليرفعه إلى كرامة عظيمة]، [دفع السيد المسيح أكثر مما نستحق بمقدار ما يتعدى المحيط قطرة ماء]. بهذا نفهم الكلمات النبوية: "هكذا يقول الرب خالقك... لا تخف لأني فديتك" [1]. |
|