|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بسبب محبته العظيمة – إذ هو إله الكل – أراد أن يفتقد ضعفنا، فأقام لنا موسي النبي الذي أعطانا الناموس علي يديه ووضع لنا أساس البيت الحقيقي الذي هو الكنيسة الناطقة الواحدة، لأنّ مشيئته هي أن يردَّ الخليقة إلي خلقتها الأولي. فبني موسي البيت ولم يكمَّله بل مضي وتركه. فأقام الله بعده جماعة الأنبياء بهذا الروح الواحد، فبنوا هم أيضاً علي الأساس الذي وضعه موسي ولم يكمَّلوا بل مضوا وتركوه. ولما رأي آباؤنا الروحانيون أنّ هذا المرض ليس له شفاءٌ، علموا أنه لا أحد من هذه الخليقة يقدر أن يشفيه ما خلا وحيد الآب وحده، الذي هو صورة أزليته، الذي به كانت كل الخليقة التي هي مثاله، وتحقّقوا أنه هو المخلص والطبيب. فطلبوا باجتهاد من أجلنا نحن لأننا شركائهم في العضوية قائلين: "أليس بلسان في جلعاد أم ليس هناك طبيب؟ فلماذا لم يتم شفاء ابنة شعبي؟" (إر22:8)، "داويناها فلم تُشفَ، دعوها ولنذهب عنها" (إر9:51). لكن الله الكلمة – بمحبته غير المدرَكة – أتي إلينا كقول أنبيائه الأطهار: "يا ابن الإنسان، اتخذ لنفسك مظهر الذاهب إلي السبي" (حز3:12 سبعينية). وهو الكامل "إذ كان في صورة الله لم يحسب اختطافاً (أو خُلسةً) أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلي نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس [ما خلا الخطية(عب15:4)]، وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتي الموت موت الصليب، لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاه الاسم الذي هو فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومّنْ علي الأرض ومَنْ تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب" (في2: 6-11). فمنذ الآن، أيها الأحباء، ليكن هذا الكلام واضحاً لكم: أن الله الآب بصلاحه لم يشفق علي ابنه الوحيد بل سلَّمه (رو32:8) من أجل خلاصنا من خطايانا وآثامنا، واتضع لأجلنا وشفانا بأوجاعه (1بط24:2)، وبكلمة قوته جمعنا من أقطار الأرض وكل المسكونة، وصار لنا قيامة وخلاصاً من خطايانا، وأعلمنا أننا أعضاء بعضُنا لبعض. |
|