تشير عبارة "المُؤَيِّدُ" في الأصل اليوناني παράκλητος (الباراقليط معناها حرفيا جِوار المَدْعو، أي الشخص الذي يُدعى ليكون بجانبك) إلى المَدعو للمساعدة، هو حاضر بالقرب من الإنسان من أجل إعانته وتعزيته وإسناده والشَّهادة له. وفي الأصل الباراقليط، شخص يثق به المتهم، يدعوه ليكون بجانبه، يقترح عليه الكلمات التي يقولها، يدعمه، ويرافقه، لكنه لم يكن يقوم بالأشياء بدلاً منه. في العصور القديمة أصبح الباراقليط مصطلح قانوني للدلالة على شخص له دور في المحاكم لصالح المتهم. إنَّه المحامي أو المدافع أو الشَفيع أو المعزِّي. وقد وردت كلمة الباراقليط خمس مرات فقط، أربع مرّات في الإنجيل (يوحنا 14: 17، 16: 16؛ 17: 16؛ 19: 14؛ 26: 14)، ومرة واحدة في رسالته الأولى (1 يوحنا 2: 1-2). والباراقليط هو الرُّوح القُدُس الذي يساعدنا أن نستفيد من فداء المسيح لكي نخلص. والخلاص يكمن في تجديد طبيعتنا فنصبح "خَلْقًا جَديدًا" (2 قورنتس 5: 17) " حتَّى يُصوَّرَ فيناِ المسيح" (غلاطية 4: 19). ولذلك يهدف الرّوح ليس لتجديد قلوبنا الباطنيّة فحسب إنما كلّ ما ينتمي للأرض ويحيا عليها لحمل رّوح الله كما جاء في المزامير "تُرسِلُ رُوحَكَ فيُخلَقون وتُجَدِّدُ وَجهَ الأَرض" (مزمور 104: 30)