رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو الثالوث الأقدس في الكتاب المقدس (وحدانية الله لا تتعارض مع التثليث!) س1: إذا علمنا أن الله واحد، فهل يُثبت الكتاب المقدس وحدانية الله الجامعة المانعة؟ ج1: نعم بكل تأكيد، لكن من المهم بمكان أن نُعطي تعريفا واضحا للوحدانية الجامعة المانعة. فوحدانية الله جامعة لكل ما هو لازم لها، ومانعه لكل ما عداه. يُعلن الكتاب المقدس أن الله واحد في ثلاث أقانيم؛ بذلك يستطيع أن يمارس صفاته بين أقانيمه؛ فهو منذ الأزل، وإلى الأبد كليم وسميع _ محب ومحبوب _ ناظر ومنظور، دون أن يكون هناك شريك معه، ودون احتياجه إلى أي شيء، أو شخص في الوجود؛ لإظهار تلك الصفات. إن الوحدانية الجامعة المانعة، تعني أن الله واحد بطبيعته وجوهره، وجامعٌ للأقانيم الثلاثه، ومانع للشرك، أو الإلحاد، أو تعدُّد الآلهه، أو تغيُّر صفات الله، أو تبدُّلها من حالٍ إلى آخر. إن ملخص تعليم الكتاب المقدس في هذا الموضوع هو أنه لا يوجد إلا إله واحدفقط، مع ذلك؛ يتكلم الكتاب المقدس عن الله تارة بأسلوب المفرد؛ لأن الله واحد، ومرة بأسلوب الجمع في نفس الموضوع؛ ليظهر لنا وحدانية الله الجامعة، ولا يخفى علينا أن الجمع ليس للتعظيم، وإلا لما تكلم الكتاب عن الله بالمفرد إطلاقا؛ فهو دائما عظيم. ومن نصوص الكتاب المقدس الدالة على وحدانية الله الجامعة ما يلي:
وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ (بالمفرد): «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا (بالجمع) عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ».(تكوين 22:3). وَقَالَ الرَّبُّ (بالمفرد): «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ، وَهذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ (بالجمع) هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». (تكوين 11: 6، 7) ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّدِ قَائِلًا: «مَنْ أُرْسِلُ؟ (بالمفرد) وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟ (بالجمع)» فَقُلْتُ: «هأَنَذَا أَرْسِلْنِي».(إشعياء 8:6). في العهد الجديد اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ (بالمفرد): إِنَّنَا (بالجمع) إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا.(يوحنا 11:3). يتكلم الكتاب المقدس عن كل أقنوم بذاته أنه الله الآب هو الله:- بمقتضي علم الله الاب السابق: بِمُقْتَضَى عِلْمِ اللهِ الآبِ السَّابِقِ، فِي تَقْدِيسِ الرُّوحِ لِلطَّاعَةِ، وَرَشِّ دَمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: لِتُكْثَرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ.(بطرس الأولى 2:1). الابن هو الله:_وَأَمَّا عَنْ الابْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. (عبرانيين 8:1). الروح القدس هو الله: فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ أَلَيْسَ وَهُوَ بَاق كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ، أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هذَا الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ».(أعمال الرسل 5: 3، 4). يذكر الكتاب الأقانيم الثلاثة مجتمعة في كلا العهدين: روح: رُوحُ (الروح القدس) السَّيِّدِ الرَّبِّ (الآب) عَلَيَّ (الابن)، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. ( إشعياء 1:61). وهذا ما اقتبسه المسيح حينما قرأ السفر في مجمع الناصرة قائلا لسامعيه فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ: «إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ».( لوقا 21:4). فاجاب الملاك: فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ (الآب) تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. (لوقا 1: 35). وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ (الآب) قَائِلًا: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ». (لوقا 3: 22). إن تعليم التوحيد والثالوث معًا يتضمن ما يلي: 1- وحدانية الله. 2- لاهوت الآب والابن والروح القدس. 3- أن الآب والابن والروح القدس، أقانيم ممتازون الواحد عن الآخر. 4- أنهم واحد في الجوهر متساوون في القدرة والمجد. 5- أن بين أقانيم الثالوث الأقدس تمييزًا في الوظائف والعمل، لأن الكتاب المقدس يعلم أن الآب يرسل الابن، وأن الآب والابن يرسلان الروح القدس، ولم يذكر قط أن الابن يرسل الآب، ولا أن الروح القدس يرسل الآب، أو الابن مع أن الآب والابن الروح القدس واحد في الجوهر، ومتساوون في القدرة والمجد. 6- أن بعض أعمال اللاهوت تُنسب على الخصوص إلى الآب، وغيرها إلى الابن وأخرى إلى الروح القدس، مثال ذلك ما قيل أن الآب يختار ويدعو، وأن الابن يفدي، وأن الروح القدس يقدس ويجدد. 8- تنسب بعض الصفات إلى أقنوم من الثالوث دون الآخرين، كالأبوة إلى الآب، والبنوة إلى الابن، والانبثاق إلى الروح القدس. مهمات أقانيم الثالوث الأقدس الآب: إن الآب هو ملء اللاهوت غير المنظور:(الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر)، (يوحنا 1: 18). الابن: وهو ملء اللاهوت ظاهرا : (والكلمة صار جسدا وحل بيننا، ورأينا مجده، مجدا كما لوحيد من الآب، مملوءا نعمة وحقا)، (يوحنا 1: 14). الروح القدس هو ملء اللاهوت عاملا في حياة البشر، (وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ)، (يوحنا 16: 8). خلاصة -أن لكل من الآب والابن والروح القدس ما للآخر من الألقاب والصفات الإلهية (إلا ما كان خاصًا بالأقنومية)، وأن كلًا منهم يستحق العبادة الإلهية، والمحبة والإكرام والثقة. -يتضح من الكتاب المقدس لاهوت الابن، كما يتضح لاهوت الآب، ويتضح لاهوت الروح كما يتضح لاهوت الآب والابن. -أن أسماء أقانيم الثالوث الأقدس، أي الآب والابن والروح القدس، ليست كنايات عن نسب مختلفة بين الله وخلائقه، على ما يزعم البعض، كلفظة خالق وحافظ ومنعم، التي تشير إلى نسب كهذه. ومن إعلانات الكتاب المقدس التي تثبيت ذلك: -أن كلًا من الآب والابن والروح القدس يقول عن ذاته “أنا“. -أن كلًا منهم يقول للآخر في الخطاب “أنت” ويقول عنه في الغيبة “هو“. -أن الآب يحب الابن، والابن يحب الآب والروح القدس يشهد للابن. -ويظهر من ذلك أن بين كل منهم والآخر من النسب ما يدل على التمييز في الأقنومية، لا الاختلاف. -وأنه يوجد إله واحد فقط في ثلاثة أقانيم، وهم الآب والابن والروح القدس. |
|