عندما يرتكب الانسان الخطيئة فإنه يفسد العلاقة مع الله، وهذا ما معناه عندما نرتكب الخطيئة نكون انانيين. لكن الله يقول للخاطئ: بالرغم من خطاياك فحبي لك غير مشروط.
فهنا الخطيئة لاتفصل الله عنا لكن قد تفصل الانسان عنه اذا اردنا ذلك. فإننا حين نشعر بأن الله عاتب علينا قد نتجنب لقاءه مثل الاصدقاء. فكيف ان الصديق عندما يرتكب خطأ تجاه صديقه فيعتب عليه هكذا يتجنب المخطئ صديقه لفترة ما.
وخير دليل على هذا في سفر التكوين نقرأ
كيف ان ادم بعد ان خالف وصية الرب واكل من الثمرة نراه ، اي ادم، يختبئ في حين ان الرب يبدأ يبحث عنه ((اين انت؟))..
في كثير من المرات عندما نسلك في الطريق الصحيح نشعر من اننا قريبيين من الرب، وعندما نخطئ ينتابنا احساس بوجود قطيعة بيننا وبين الرب..
فهذا يجب ان نتخطاه. فبغض النظر عن خطايانا ليكن لنا الشجاعة ان نتقدم لمقابلة الرب.
لانخاف من مقابلته في حين كثير منا يمتنع عن الصلاة والذهاب الى الكنيسة والتقدم والتناول بحجة انهم في حالة الخطيئة.
على العكس حينما تكون في حالة الخطيئة يجب ان نتقدم اليه، مثل المريض عندما يكون عليلا يذهب الى الطبيب ليعطيه الدواء لكي يرجع سليما،
هكذا هو الرب عندما نحس في ذواتنا مثقلين بالخطايا لنتقدم اكثر، ولا ننتظر ان نكون ابرار ونذهب اليه. مثل ما يضرب لنا المثل في الانجيل المقدس (مثل الفريسي والعشار).
نعم ليس هناك انسان صالح ولا واحد كما يقول المزمور.
لكن عندما نحس اننا مذنبون نتقدم للتناول ولانفكر يجب علينا اولا ان نعترف لان هناك من لايرتاع الى ذاته يتقدم للتناول من غير اعتراف.
يمكن ان نتقدم للتناول من غير اعتراف. لان عندما نتقدم الى التناول فهذا علاج في حد ذاته.
انا لاانكر سر الاعتراف بل على العكس يجب ان نعترف بين فترة واخرى.
لكن هناك من عمل الاعتراف مثل الروتين وينسى هذا او ذاك ان الاعتراف والتوبة هو تبديل من حالة الى اخرى. فالاعتراف لايجب ان نعمله روتين للتخلص من الخطايا بذلك يصبح اعترافا شكليا.
نعم لاننتظر ان نكون ابرار حتى نصلي الى الرب، بل لنلجأ اليه ونحن خاطئين، لنذهب بخطايانا واوساخنا. وفي الانجيل المقدس هناك مثل اخر يضربه المخلص ،
مثل الشخص الذي كان عليه ديون لسيده ولم يستطع ان يوفيها. لكن المفاجأة ان كل دينه ذهب لا لأنه سددها بل لأن السيد قال له اذهب. هكذا حيث يمنحني الرب الغفران ليس هذا معناه اننا نستحق هذا الغفران بل يقول مغفورة لك خطاياك. نعم مهما فعلنا لن ندفع الثمن، لن نسدد الدين الذي علينا. هذه هي مجانية الغفران ومجانية النعمة.
علينا ان نشعر في كل حين في هذه المجانية
مثل الابن الضال الذي البسه والده الحلة الجديدة اكل وشرب على مائدته ليس كعبد بل كإبن.
انها سعادة النعمة. لكن ليس هذا ما معناه ان نرتكب من الخطايا ونفكر من ان الرب سيغفر لنا ولانكون مثل الحالة الاولى للأبن الضال بل لنكون في حالته الثانية اي بعد الغفران بعد ان اعاد اليه والده النعمة فلم يعد يشعر ان كل شيء له ومن حقه، لا، في حالته الثانية هي نعمة من والده ، مسكنه وطعامه وامواه التي حصل عليها مرة اخرى كل هذا هي مجانية النعمة.
الله يقبل كل واحد كما هو، مثل الابن الضال عندما رجع الى بيت ابيه لم يقل له والده اذهب اولا واغسل او ان يبدل ملابسه الوسخة قبل ان يضمه الى صدره، كلا، قبله كما هو. هكذا الرب يقبلنا كما نحن. فالتحول في حياتنا يحدث عند قبولنا للنعمة المجانية. مثل الحب الذي يكون بين شاب وفتاة يجب ان يقبل كل واحد الاخر كما هو لكن عندما يقول الواحد للاخر اذا غيرت هذا الشيء سأحبك ، لانقدر ان نسمي هذا بالحب. لأن الحب اكبر من هذا ، الحب هو قبول الاخر كما هو.
لايجب ان ننتظر من الاخر ان يتغير حتى نحبه بل نحبه كما هو.
هكذا هو حب الله يقبل كل واحد منا كما هو.
لكن عندما يقبلنا الرب كما نحن فهذا ما معناه انه سيغيرنا ويجعلنا ابرار (مثل زكا العشار).