|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استقبال راحاب للجاسوسين: عندما أرسل يشوع جاسوسين ليتجسسا الأرض، كان نهر الأردن ممتلئاً إلى جميع شطوطه كل أيام الحصاد. هذا معناه أن الأمور كلها كانت على ما يرام، والكل مشغول بالحصاد، ولا أحد يفكر في أن الدينونة على الأبواب. صحيح كانت أريحا مغلقة مقفلة (يش6: 1)، وكان لها أسوارها المنيعة. لكن أ كانت تستطيع تلك الأسوار، ولو كانت تصل إلى السماء، أن تجعل أريحا في مأمن من دينونة الله؟ كلا البتة. وصل الجاسوسان إلى أريحا. ونحن لا نجد سبباً واحداً من الوجهة العسكرية يبرر إرسال يشوع لهذين الجاسوسين، ولكن كان لهما لزوم أكثر أهمية جداً، كما سنرى الآن. وصل الجاسوسان إلى أريحا، ودخلا بيت راحاب فاستقبلتهما، وفوراً نما الخبر إلى ملك البلاد، فأرسل إلى راحاب ليقبض على هذين الجاسوسين. وأما راحاب فخبأتهما في بيتها، ورفضت تسليمهما إلى ملك البلاد، بل وضللت رسل الملك، إذ كذبت عليهم، لكي لا يعلموا مكانهما. يقول الوحي: «فذهبا ودخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب واضطجعا هناك. فقيل لملك أريحا هوذا قد دخل إلى هنا الليلة رجلان من بني إسرائيل لكي يتجسسا الأرض. فأرسل ملك أريحا إلى راحاب يقول: أخرجي الرجلين اللذين أتيا إليك ودخلا بيتك، لأنهما قد أتيا لكي يتجسسا الأرض كلها. فأخذت المرأة الرجلين وخبأتهما وقالت: نعم جاء إليّ الرجلان، ولم أعلم من أين هما، وكان نحو انغلاق الباب في الظلام أنه خرج الرجلان. لست أعلم أين ذهب الرجلان. اسعوا سريعاً وراءهما حتى تدركوهما. وأما هي فأطلعتهما على السطح، ووارتهما بين عيدان كتان لها منضدة على السطح. فسعى القوم وراءهما في طريق الأردن إلى المخاوض. وحالما خرج الذين سعوا وراءهما أغلقوا الباب». ونحن نلاحظ أن الكتاب المقدس لا يجامل البشر ولا يغطي على عيوبهم ونقائصهم، كما أنه لا يبرر أخطاءهم. إنه يرسم لنا الصورة الحقيقية للشخص، موضحاً لنا إيجابياته وسلبياته، لكنه في الوقت ذاته يعلمنا أن الله وكفارته يغطي كل عيب ويكفر عن كل خطية. ونحن لا يمكننا أن نبرر ما فعلته راحاب هنا، ولا نقر إطلاقاً كذبها في ما ذكرته من أقوال لرسل الملك، ومع ذلك فلا ينبغي أن نغفل أن حكمنا عليها بالمقاييس المسيحية الكاملة التي نحن نعرفها اليوم، أشبه بمن يحكم على الأطفال بما ينتظر من الرجال. لقد كانت راحاب راجعة لتوها من الوثنية إلى الله الحي الحقيقي، ولم تكن قد برأت بعد من آثار البيئة الشريرة التي ربيت فيها، كما كان ينقصها الكثير لكي تتعلمه في طريق التقوى. لكن ما أعظم ذلك الإله، الذي لا يطفئ الفتيلة الخامدة ولا يقصف القصبة المرضوضة. لقد أمسك بيديها حتى شفيت من العرج. وهو درس هام لنا، أن نتمهل على الصغار، وأن نحتمل أضعاف الضعفاء، وألا نقسو على الآتين إلينا من البيئات التي لم تكن تعرف الله المعرفة الحقيقية. وفي العهد الجديد، في أصحاح الإيمان، أشار الرسول إلى إيمانها، ولم يشر إلى كذبها، تماماً كما أشار ـ في الفصل ذاته ـ إلى إيمان سارة ولم يشر إلى ضحكها. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن راحاب لم تَقُل للجاسوسين: أنا أؤمن بأن الرب هو الله |
باب بيت راحاب |
راحاب |
راحاب |
راحاب |