|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غيرة مريم وهرون: 1 وَتَكَلَّمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُونُ عَلَى مُوسَى بِسَبَبِ الْمَرْأَةِ الْكُوشِيَّةِ الَّتِي اتَّخَذَهَا، لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اتَّخَذَ امْرَأَةً كُوشِيَّةً. 2 فَقَالاَ: «هَلْ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ؟ أَلَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضًا؟» فَسَمِعَ الرَّبُّ. 3 وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. تحدثت مريم وهرون ضد أخيهما موسى النبي بسبب المرأة الكوشيَّة التي اتخذها لنفسه زوجة (ع 2). ويعلِّل البعض سرّ تذمرهما عليه أنه في اختياره للسبعين شيخًا ربما لم يرجع إليهما فدبت الغيرة فيهما وتسلَّل الحسد إلى قلبيهما، ويُدلِّلون على ذلك بقولهما: "هل كلَّم الرب موسى وحده؟ ألم يكلمنا نحن أيضًا؟" [2]. وبدخول الحسد إلى قلبيهما وجدا في زواجه بالكوشيَّة فرصة للتذمر عليه. يُعلِّق القديس إغريغوريوس أسقف نيصص على هذا الحسد قائلًا: [صارا كقوس للحسد لا يقذف سهامًا بل كلمات]. كما يقول: [الحسد هو الألم الذي يسبب شرًا. هو والد الموت، أول مدخل للخطيئة، أصل الأذى، ابن الحزن، أم المصيبة، أساس العصيان، مبتدأ العار! الحسد طردنا من الفردوس إذ صار حيّة لمقاومة حواء! الحسد حجبنا عن شجرة الحياة وعرانا من الثياب المقدَّسة، وفي خزي أخرجنا لنستتر بأوراق التين]. كما يقول: [لا يقوم الحسد بسبب كارثة حلَّت بالإنسان، إنما كارثته هي وجود خير لدى الآخرين. إنه يحزن لخير الآخرين، حاسبًا نجاحه لا في تمتعه بالخير بل حلول المصائب بالغير]. إن تركنا الحديث عن حسد مريم وهرون وانتقلنا إلى موسى نفسه، فإن الكتاب المقدَّس يشهد عنه "وأما موسى فكان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" [3]. بهذا الحلم العظيم واجه الحسد فغلبه وانتصر. كان موسى كأصم لا يسمع، وفي صمت لم يفتح فاه ولا حتى عاتبهما، بل بالعكس حينما سقطت مريم تحت التأديب شفع فيها لدى الله قائلًا: "اللهم اشفها" [13]. هذا هو سرّ نجاح موسى في قيادته هذا الشعب بعناده المستمر. لقد حمل في قلبه حبًا واتساعًا إذ رفض كل مجد أرضي لشخصه أو مصلحة خاصة به فكان حليمًا جدًا. سبق فرأينا حلمه العجيب في تعامله مع حميه هرون، وإذ هو نبي عظيم صنع الله معه الكثير من العجائب سمع لحميه الكاهن الوثني في حلم واتضاع. لقد عبَّر القديس إغريغوريوس أسقف نيصص عن ضعف الحسد أمام حلم موسى النبي قائلًا: [حين هاجم الحسد هذا الرجل العظيم انكسر كإناء خزفي على صخرة... لقد ظهر أنه أعلى من أن يصيبه القوس...! صوَّب الحسد سهامه ضد موسى لكنها لم يقدر أن تبلغ العلو الذي كان فيه موسى!]. [ليس فقط لم يتحرك موسى ليدافع عن نفسه ضد الذين يسيئون إليه وإنما طلب لهم من الله الراحة. بهذا أظهر -كما أظن- أنه الشخص الذي يتحصّن جيدًا بدرع الفضيلة فلا تصيبه أطراف السهام]. [ما كان يمكنه أن يفعل هذا لو لم يكن واقفًا وراء الله]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تنبأ نساء أيضًا. في القديم مريم أخت موسى وهرون |
بطن مريم غيرت كل شيء |
مريم العذراء لعبت دورا محوريا في أحداث غيرت العالم |
غيرة نابليون من القديسة مريم |
غيرة مرثا وقلب مريم |