رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سفر العدد مميزات السفر: 1. إن كان السفر قد سجّل بعض أحداث رحلة الشعب قديمًا في البريّة، لكننا لا نستطيع القول بأن غاية السفر هو استعراض مراحل الرحلة أو كل أحداثها، إنما هو عرض لعمل الله مع الإنسان لتهيئته لدخول أرض الموعد. إن كان سفر الخروج يصف انطلاق الإنسان وتحرره من أسر العبوديّة خلال الدم الكريم (خروف الفصح) متجهًا بذراع قويّة نحو أورشليم العُليا بعد عبوره مياه المعموديّة المقدَّسة (البحر الأحمر) فإن هذا السفر يصف مرحلة خطيرة في حياة الإنسان ألا وهي مرحلة الجهاد غير المنقطع بقوة النعمة الإلهيّة الساكنة فيه بغِيّة الانطلاق به نحو السمويات. 2. جاء السفر يحمل مزيجًا بين الشرائع الإلهيّة وأحداث المرحلة، وكأن الله قد أراد أن يؤكد لنا أن "الوصيّة الإلهيّة" هي المعين للنفس في رحلتها نحو أورشليم العُليا، يلزم أن تمتزج حياتها بالوصيّة، ويرتبط عملها بكلمة الله الحيّ الذي يسندها في غربتها ويحفظها مقدسة له. 3. يبرز هذا السفر عناية الله بشعبه في بريّة هذا العالم، يظلّلهم كسحابة وينير لهم ليلًا، يهتم بأكلهم وشربهم وراحتهم، ولا يتركهم معتازين شيئًا من أعمال كرامته. 4. بقدر ما أعلن هذا السفر حب الله للإنسان واهتمامه بكل احتياجاته الروحيّة والنفسيّة والجسديّة بقدر ما كشف عن نفس الإنسان الدائمة التذمر بلا سبب. لقد صوّر لنا عناد الإنسان الدائم ومقاومته لله. ومقابلة حبه بالجفاف والتذمر، حتى اضطر الله إلى تأديبهم بحرمانهم من أرض الموعد وتحقيق الوعد في أبنائهم. ولقد لخّص المرتل هذا السفر بقوله على لسان الرب: "أربعين سنة مَقَتُّ ذلك الجيل وقلت هم شعب ضالٌ قلبهم وهم لم يعرفوا سبلي، فأقسمت في غضبي لا يدخلون راحتي" (مز 95 10-11)، لهذا ينصحنا الرسول بولس قائلًا: "فلنَخَفْ أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته يُرى أحد منكم أنه قد خاب منه" (عب 4: 1). 5. أبرز بشاعة الخطيئة فهي تُدان دائمًا، ويسقط مرتكبها تحت التأديب سواء كان نبيًا مثل موسى الذي حُرِمَ من دخول أرض الموعد أو رئيس كهنة كهرون الذي سقط تحت نفس التأديب (20)، أو نبية كمريم التي صارت برصاء إلى حين (12)، أو المعتدين من اللاويين كقورح وداثان وأبيرام (16)، أو من الشعب الذين لدغتهم الحيات المحرقة (21)... لكنه يعطي الشفاء خلال الإيمان (الحيَّة النحاسيّة) الممتزج بالجهاد. ويبقى الله أمينًا لوعده وثابتًا بغض النظر عن أخطاء الناس أو الأشخاص أيًا كان مركزهم الروحي! 6. في بداية السفر ركز على تأسيس النظام الكهنوتي الأصيل وبتر المعتدين مع توضيح عمل كل فئة: رئيس الكهنة، الكهنة اللاويون (بنو قهات، بنو جرشون، بنو مراري). وكأنه أراد أن يؤكد حاجتنا إلى عمل السيد المسيح الكهنوتي، والعامل في كهنته، إن تقدَّسوا للرب والتزموا بواجباتهم. 7. أبرز هذا السفر قوة الشفاعة، إذ صلاة البار تقتدر كثيرًا في فعلها (يع 5: 16)، فنرى موسى النبي كخادم لشعبه يقف دائمًا شفيعًا فيهم، وهرون يصلي عنهم. هذا هو عمل الكاهن... إنه يردد مع صموئيل النبي قائلًا: "وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم" (1 صم 12: 23). |
|