يعلمنا مَثلُ حَبَّةِ الخَرْدَل ألاَّ نرتبك إن رأينا الكرازة في بدايتها صغيرة للغاية كحَبَّةِ الخَرْدَل، فإنها تصير كشجرة تملأ المسكونة، تأوي بين أغصانِها طيورُ السَّماء، وتستظلَّ تحتها حيواناتُ البَرِّيَّة. وكما تنمو حَبَّة الخرذل في التُّراب بأمر الله، لا بأمر زارعها، كذلك ملكوت الله يتنامى فينا بأمر الله لا بأمر النَّاس.
فنحن مدعوُّون إلى الإيمان بالقوة الكامنة في هذا الملكوت الذي بشَّر به المسيح. وما دمنا في دار الغربة عن الرَّبّ، فان الرَّبّ فينا كحَبَّة خَرْدَل صغيرة ضعيفة لكن نموها محتوم بأمر الله.