يعلن المَثَل لنا أنَّ النُّمو الرُّوحي عمل تدريجي مستمر لبلوغ نهايته في حَصَاد من البلوغ الرُّوحي. ونستطيع أن نفهم عمليَّة النُّمو الرُّوحي بمقارنته بنمو النَّبات البطيء ولكنه أكيد. واستخدم مرقس مَثَل آخر عن الملكوت، وهو مَثَل حَبَّة الخرذل ليوضِّح أنَّه وإن كانت المسيحيَّة لها بدايات صغيرة إلاَّ أنَّها ستنمو وتنتشر إلى كل العَالَم. والواقع، أن كنيسة المسيح بدأت بالضُعف ونمت نموًا كبيرًا إلى أقاصي المسكونة. قُدَّمت الكرازة في البداية لأشخاص قليلين وفي نطاق ضيق لكنَّها اتسعت في تأثيرها وامتَّدت إلى كل الأمم والشُّعوب.
يحتوي الإنجيل في ذاته قوة نمو عظيمة، "إِنَّ كَلامَ اللهِ حَيٌّ ناجع " (عبرانيّين 4: 12) 12)، كلمة الله قويّة، كما يصرّح ارميا النَّبي " أَلَيسَت كَلِمَتي كالنَّار، يَقولُ الرَّبّ وكالمِطرَقَةِ الَّتي تُحَطِّمُ الصَّخْر؟" (إرميا 23: 29). يبقى علينا إن نصبر ولا نشك. والنُّمو بحاجة إلى الإيمان الذي يعرف أن ينتظر وان يصبر.