|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فسَواءٌ نامَ أو قامَ لَيلَ نَهار، فالبَذْرُ يَنبُتُ ويَنمي، وهو لا يَدري كيفَ يَكونُ ذلك "هو لا يَدري كيفَ يَكونُ ذلك" فتشير إلى عدم معرفة الزَّارع سرّ الإنماء والنُّضوج، وبالتَّالي عدم السَّيطرة، والجهل بمصير البَذر لان نمو الزَّرْع لا يقوم إلاَّ بفضل الوسائط كالمطر وضوء الشّمس وحرارتها، وهذه ليست في سلطان الزَّارع. إنّه لا يملك أي شيء، ولا يستطيع أن يفعل أيّ شيء كي يجعل البَذر تنضج. فالبَذْر ينبت وينمو تلقائيًا، ولكن دون الكشف عن سرّ قوّته، ودون إظهار تطوّره البطيء والأكيد. وفترة نمو الزَّرْع طويلة، وتتمّ بعيدًا عن الأعين، وفي سرِّيَّة تامة في جوف التُّربة في عمل خَفي حيث الزَّارع ينام ليله الطويل مُطمئن البال، دون أن يساوره أي قلق، ولا معرفة له في عمليَّة النُّمو. إنها فترة النُّمو والتَّغييرات العجيبة، إنه زمن حاسم، زمن عمل الله، فلا مجال لخيبة الأمل ولا الاضِّطراب ولا لنفاذ الصَّبر. إنها فترة انتظار واثق: فالزَّارع ينتظر بصبر ثمار عمله، يملأه الرَّجاء بمَحَبَّة الله. وتقع عمليَّة النُّمو بين الزَّرْع والحَصَاد؛ ولا يقاس النُّمو بما نعرف أو لا نعرف، إنما نحن أمام الإيمان الذي يعرف أن ينتظر، لأن مسئوليه النمو والإثمار هي مسئولية الله نفسه وليس الزارع الخادم، كما قال بولس الرسول: "لَيسَ الغارِسُ بِشَيء ولا السَّاقي، بل ذاكَ الَّذي يُنْمي وهو اللّه" (1قورنتس 3: 7). كما أنَّ النَّاس لا يروا نمو البَذُرَة بشكل ظاهر للعيان كذلك ملكوت الله ينمو من غير أن يلاحظه كثيرون، ولا يكشف هذا النُّمو إلا الإيمان. وهنا يعُلن مرقس الإنجيلي أن النُّمو الرُّوحي عملٌ تدريجيٌ مستمرُ إلى أن يبلغ نهايته في الحَصَاد. فهذه الآية هي إشارة واضحة لعمل الروح القدس في الكنيسة والإنسان، فالروح القدس هو المسئول عن النمو الرُّوحي في حياة كل منَّا، ولهذا تنمو البذار في القلب ويتجاوب معها الإنسان. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تتميز معرفة الله أيضا بأنها معرفة يقينية وفوق التطور |
في مَثَل الزارع | الزَّارع |
معرفة الله* معرفة الناس* معرفة النفس ( 2) |
معرفة الله* معرفة الناس* معرفة النفس ( 1 ) |
مَثَل الزَّارع |