رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسالة النبي يوئيل ابن فتوئيل إن رسالة يوئيل واضحة تماما وتتسع في موضوعيين مهمين مترابطين. اولاً: التجرد المطلق هو شرط خلاص الانسان. وثانياً: موضوع "يوم يهوه". والموضوع الاول يشتبك دوما بالثاني والثاني بالاول ليؤلفا جموعة متماسكة تماسكاً شديداً. "يوم يهوه" مذكور في كل من الفصول الاربعة (1/15؛ 2/1- 2؛ 3/4؛ 4/14). وما هو بيوم عادي، لأن له ابعاداً زمنية ومكانية متجسدة نوعاً ما. فيتراءى لنا كشيء مخيف للغاية يشبه تكاثف قوة غير قابلة للقياس، او طاقة لا تُضاهَى ولا توصف ولا يعبَّر عنها إلاَّ برموز ملائمة. إنه يشبه فاجعة من الفاجعات الطبيعية الكبيرة. فهو تارة حرب مخرّبة، وطوراً طاقة معتمة كلها ظلام بالنسبة لنورنا الارضي. انه يفوز، فيقتل كل حياة ويطفئ كل كواكب السماء، ويحكم بالعدم على كل من يطمح الى مجابهة الله سيد العالم. وهذا اليوم هو للانسان مرادف تعرّ او تجرد مطلق يحاول النبي وصفه باستعمال صيغة يقتبسها من جموعة تعابير مجازية لا تنفد. فهو يُشبه في الفصل الاول جراداً كثيفاً ينتشر ولا يستطيع احد مقاومته (1/4) وبسببه ينقطع كل طعام شهي عن الافواه وحتى كل قوت لا بد منه للعيش. فلا خمر ولا عصير ولا قمح ولا زيت (1/5، 10). الكرم جف واصبح خراباً، والتين ذبل وصارت شجرته حطاماً، والرمان والنخيل والتفاح وجميع الاشجار قد ذوت، فذوى السرور عن بني البشر (1/7، 12). ونسمع العذراء تنوح على بعل صباها لأنه توفي، والكهنة خدام الرب ينتحبون لأن التقدمة والسكيب قد انقطع عن بيت الله (1/8-9). وفي الفصل الثاني يظهر "يوم يهوه" وكأنه جيش غريب بعدده وقدرته، إنه كنار مخربة، يملأ المدن والبيوت ولا ينجو منه احد ولا شيء. والرب بذاته "يجهر بصوته لان عسكره كثير جدا وهو ينفذ كلمته. ان يوم الرب عظيم وهائل جداً، ومن يطيقه" (2/11). وفي الفصل الثالث يأخذ التجرد ملامح الاضطراب الشامل. فروح الرب يحل محل القوى الطبيعية، ونرى الناس وكأنهم طائشون، ويصبخ الكون وكأنه مسرح لمعجزات غريبة تضعه في حالة الفوضى: فالبنات والبنون يتنبأون، والشبان يرون رؤى، وتحلم الشيوخ احلاماً، وتظهر عجائب في السماء ودم ونار على الارض، واعمدة دخان... قبل ان يأتي يوم الرب (3/1- 4). وفي الفصل الاخير يدين الله الحاكمُ الاممَ في وادٍ خيالي ورؤيوي يدعى "يوشفاط" اي "اله يقوم بالحكم" (4/12). والاكيد ان هذا التجرد المطلق هو بحسب فكرة النبي يوئيل الشرط الاساسي للرجوع الكامل إلى الله. وهو يؤدي عملياً إلى تحويل جذري عند الانسان. وهذا التحويل هو في توجيه جديد للحياة اكثر مما هو في طاعة لطقوس تعبِّر خارجياً عن صيرورة باطنية. انه التوبة إلى الله في تمزق القلوب أو تغييرها وفي "الدعاء باسم الرب" (2/12- 14؛ راجع 1/13- 14؛ 3/15- 17). ويوضح النبي في 3/5، ان توبة الانسان مرتبطة بالاختيار الالهي لأن الذين "دعاهم الرب" هم وحدهم الذين (يبقون" او يخلصون بعد الامتحان الكبير. فعلى الانسان اذاً، بعد أن يتجرد عن كل شيء وخاصة عن ذاته، أن يتكل على الله ويرتكز بكل تواضع على نعمته الخلاصية، "لعل الرب يرجع ويندم لانه رؤوف ورحيم" (2/14). ويبشر النبي يوئيل، في ثلاث نبوءات خلاصية موزعة في كتابه، بكينونة جديدة يتمتع بها كل من تجرّد وتاب بالمعنى المذكور (2/18- 27؛ 3/5، 4/18- 21). وتتميز هذه الكينونة بالبحبوحة العجيبة التي يعطيها الله لمؤمنيه (2/21 ونتابع). انما هذه البحبوحة ليست يالذات غاية الحياة وهدفها، لان المهم هو أن "يعرف" المؤمن الله بمعنى المعرفة الاختبارية، وان يسكن الله الأحد في وسط مؤمنيه فيوحدهم ولا يخذلهم إلى الابد (2/27؛ 4/17). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شخص النبي يوئيل ابن فتوئيل |
يوئيل النبي يوئيل ابن فنوئيل هو صاحب النبوة الثانية |
نبذة عن يوئيل النبي ابن فثوئيل |
يوئيل بن فتوئيل |
رسالة النبي يوئيل |