ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
من غرائب هذه الأيام التي نعيشها في مصر عندما يستخدم المسلمين والمسيحيين كذلك علي التساوي بينهما (أسلوب السخرية والاستهزاء) بدين كلا الطرفين ومن أساليب هذه السخرية استخدام لفظتان للجلالة الإلهية الخالق الحبيب ”الله و الرب“ فهذان الاسمان يُعبران عن الطبيعة الإلهية في اللغة العربية وهما لفظتان قديمتان لم تأتي بهما كلا الديانتان أي المسيحية والإسلامية إلي البشر وهما مثل ”lord أو god“ في اللغة الإنجليزية … وهكذا في باقي اللغات تقريباً.
فنقرأ وعلي القدر البسيط نجد في كتب نقد مسيحية تدل بمعني عام بأن اسم (الله) هو إله وثني للعرب معبود لهم قبل الإسلام مثل أخناتون عندنا قديماً قبل أن يأتي النور الإلهي المسيحي إلينا وعلي مثال المسيحيين نجد المسلمين في عامة الكتب النقد الإسلامية سخرية للمسيحيين عندما يستخدمون لفظ (الرب) بكثرة في الحديث اليومي بين المسيحيين أو المسلمين. و يتحاشون استخدام اسم الله في الحديث عن المسيحيين ونظرتهم عن الخالق في الإيمان المسيحي ولعلاج هذا الغباء الفاحش لكلا الطرفين قررنا أن نُلقي نظرتنا علي هذا الجزء لعله يكون مفيداً لأحد ما والغاية التي نرجوها فقط وفقط الغاية التي نرجوها بأن نكون لنُمجد اسم الله الخالق للجميع ولكي نتفادى هذا العتاب المكتوب عندنا في إشعياء 52 :5 ”فالآنَ ماذا لي هنا، يقولُ الرَّبُّ، حتَّى أُخِذَ شَعبي مَجّانًا؟ المُتَسَلِّطونَ علَيهِ يَصيحونَ، يقولُ الرَّبُّ، ودائمًا كُلَّ يومٍ اسمي يُهانُ.“ ولكي لا نكون ممَن قيل عليهم في : ”حزقيال 20 : 39 «أمّا أنتُمْ يا بَيتَ إسرائيلَ، فهكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: اذهَبوا اعبُدوا كُلُّ إنسانٍ أصنامَهُ. وبَعدُ إنْ لم تسمَعوا لي فلا تُنَجِّسوا اسمي القُدّوسَ بَعدُ بعَطاياكُمْ وبأصنامِكُمْ.“ فهذا هو الغرض السامي لي وعلي الرب توكلت أولاً:اسم الله العظيم: --------------------------- هذه اللفظة لفظ اسم (الله) العربية فقد استعملها العرب قبل الإسلام سواء كان مشركين أو يهود أو مسيحيين. وحديثاً استعملها أتباع كل الديانات الإبراهيمية العرب مثل المسلمين واليهود الشرقيين ومسيحيي الكنائس الكاثوليكية الشرقية. فالله في العربية دمجت «ال» التعريف مع كلمة «إله» لتدل على الله الإله الأحد. وجاء في مختار الصحاح: «الله وأصله» إلاه«على فعال بمعنى مفعول لأنه مألوه أي معبود»، وإذا نُسب شيء إلى الله يقال له (إلهيٌّ). فالله: اسم مشتق من أله يأله إله، فأصل الاسم الإله فحذفت الهمزة وأدغمت اللام الأولى في الثانية وجوبا فقيل: الله ومعناه: ذو الألوهية … ومعنى أله يأله إله عبد يعبد عبادة، فالله المألوه أي المعبود … وقيل إنه هو الاسم الأعظم. ولا يصح أن يُنسبة إلى الله لفظ (اللاوي) فلا أصل لها في اللغة العربية لأنها تعني اسم من أسماء أسباط وعشيرة بني إسرائيل وعلي ما هو مذكور أن سبب استخدام لفظ ”الله“ علي الأوثان في الجزيرة العربية أنْ {المشركون عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه، فسموا بها أوثانهم فزادوا ونقصوا، فاشتقوا اللات من الله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان } فالله هو لفظ الجلالة الأعظم، وأهل اللغة يقولون هو من ألِه أي عَبَد. وفي اللغة الإله هو المعبود، من العبادة. فهي في الأصل مشتقة من كلمة «الإله» أي المعبود فحُذفت الهمزة التي في وسط الكلمة فصار عندنا «الله». والَّذي يرجح ذلك هو استعمالات كلمة «الله». حيث أنّ استعمالاتها تدل على أنها من الأعلام غير الممنوعة من الصرف والتي لا تقبل التنوين وهذه من خصائص الأسماء التي تعرف بالألف واللام. فالأسماء إذا لم تكن ممنوعة من الصرف تُنوّن (عليٌ، محمداً) وتُجر بالكسرة (بمحمدٍ)، أما إذا كانت ممنوعة من الصرف فتُجر بالفتحة (عند إلياسَ، مع عيسىَ، لإبراهيمَ). إذا تأملنا كلمة الله فهي تُجر بالكسرة (باللهِ وعند اللهِ). لكنها لا تُنوّن إطلاقا على غرار الأسماء المُعرّفة بالألف واللام، فأنت لا تقول «البيتٌ» إلا إذا حذفت الألف واللام فتقول «بيتٌ» والذي لا يُنوّن وهو غير ممنوع من الصرف لا يقبل إلا أن يكون إسما معرفا بـالألف واللام مثل «البيت». يمكن استنتاج أن كلمة «الله» معرفة بالألف واللام جُعلت علما على اسم الإله الحق تسري عليها أحكام الأسماء المعرفة بالألف واللام ثم أصبحت اللام لازمة لتدل على أن الإله الحق واحد هو الله الذي يستحق اسم المعبود … والمصدر في موضع المفعول أي المعبود. ويستخدم الاسم المبارك في النداء أو الصلاة إذا أراد المصلي مُناداةَ الله، فيقول «يا ألله» بالهمزة المقطوعة كتابة ونطقاً، ويجوز له أن يقول «يا الله» بهمزة وصل مكتوبة في أول لفظ الجلالة، ويكون النطق «يَ الله»، كما يجوز أن تُحذف «ياء النداء»، ويُعوّض عنها بميم مشددة في آخر لفظ الجلالة، فيقال ويُكتب «اللَّهُمَّ» بهمزة وصل أولَ الكلمة، وميم مشددة مفتوحة في آخرها كمثل ما نقول في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية في بدء الصلوات: (اللهم اجعلنا مستحقين أن …) ومن الاستخدامات اللغوية عن لفظ ”الله“ لا تُكتب الهمزة في أول لفظ الجلالة «ألله»، بل تُكتب همزة الوصل «الله» من خواص اسم الله عندما يُضاف إليه فلا يصح أن يُقال من أسماء الله: الرحيم الله بل يقال من أسماء الله الرحيم، المحب ، من خواص اسم الجلالة (الله) التي يتميز بها عن بقية الأسماء في النداء والدعاء والصلاة، حيث أننا إذا أردنا أن ندعو باسم الرحمن أو الرحيم أو السميع يجب أن نحذف الألف واللام فنقول يا رحمن، يا رحيم، يا سميع، ولا يصح أبدًا في اللغة أن نقول يا الرحمن ويا الرحيم ويا السميع ويُنكر ذلك قواعد اللغة حيث يجب حذف الألف واللام عند وجود النداء إلَّا في لفظ الجلالة (الله) فنقول يا الله فتبقى الألف واللام لأنها من أصل الاسم كما ورد سابقاً حيث أن كلمة الله هي عَلَم على الذات الواجب الوجود وهو اسم الذَّات العليَّة، خالق الأكوان والوجود. فاسم (الله) عَلَم على الذات الموصوفة بالصفات، ذاتيةً كانت، أو فعليةً وليس اسم (الله) للذات المجردة عن الصفات. فإذا قيل الله ربي، فمعناه: أن ربه هو الذات العظيمة المتصفة بالعلم والكلام والرحمة والوجه واليدين وغير ذلك من الصفات. فإذا قيل أن أسماء لله أعلام وأوصاف، فهي بخلاف أسماء غيره فإنها أعلام مجردة. فاسم الله الرحيم، يدل على الذات المجردة، وعلى صفة الرحمة بالتضمن، ويدل على صفات أخرى باللزوم كالحياة والعلم والقدرة فليس اللهُ اسما لذات لا نعتَ لها، ولا صفة، ولا فعل، ولا وجه، ولا يدين، ذلك إله معدوم مفروض في الأذهان، لا وجود له في الأعيان. فهي أعلامٌ باعتبارِ دَلالتِها على الذَّاتِ. وهي أوصافٌ باعتبارِ دَلالتِها على المعاني. وهي بالاعتبارِ الأوَّلِ مُترادِفةٌ؛ لدَلالتِها على مُسَمًّى واحدٍ، وهو اللهُ عزَّ وجَلَّ. وهي بالاعتبارِ الثَّاني مُتبايِنةٌ؛ لِدَلالةِ كُلِّ واحدٍ منها على معناه الخاصِّ؛ فـ (الحَيُّ، العَليمُ، القَديرُ، السَّميعُ، البصيرُ، الرَّحمنُ، الرَّحيمُ، العزيزُ، الحكيمُ) كُلُّها أسماءٌ لِمُسمًّى واحدٍ، وهو اللهُ سُبحانَه وتعالى، لكِنْ معنى الحَيِّ غيرُ معنى العليمِ، ومعنى العليمِ غيرُ معنى القديرِ، وهكذا.وإنَّما هي أعلامٌ وأوصافٌ … وأيضًا لإجماعِ أهلِ اللُّغةِ والعُرفِ على أنَّه لا يقالُ: عليمٌ إلَّا لِمن له عِلمٌ، ولا سميعٌ إلَّا لِمن له سمعٌ، ولا بصيرٌ إلَّا لِمن له بصرٌ، وهذا أمرٌ أبيَنُ مِن أن يحتاجَ إلى دليلٍ، وبهذا يُعلَمُ ضَلالُ مَن سَلَبوا أسْماءَ اللهِ تعالى معانيَها؛ مِن أهلِ التَّعطيلِ، وقالوا: إنَّ اللهَ تعالى سميعٌ بلا سمعٍ، وبصيرٌ بلا بَصَرٍ، وعزيزٌ بلا عِزَّةٍ، وهكذا! وعَلَّلوا ذلك بأنَّ ثُبوتَ الصِّفاتِ يَستلزِمُ تعَدُّدَ القُدَماءِ، وهي عِلَّةٌ باطِلةٌ … وأمَّا العَقلُ؛ فلأنَّ الصِّفاتِ ليست ذواتٍ بائنةً مِن الموصوفِ، حتَّى يَلزَمَ مِن ثُبوتِها التعَدُّدُ! وإنَّما هي مِن صِفاتِ مَن اتَّصَف بها، فهي قائِمةٌ به، فكُلُّ موجودٍ لا بدَّ له من تعَدُّدِ صِفاتِه … وكُلُّ اسمٍ مِن أسمائِه يَدُلُّ على الذَّاتِ المُسَمَّاةِ وعلى الصِّفةِ التي تضَمَّنَها الاسمُ؛ كالعليمِ: يَدُلُّ على الذَّاتِ والعِلْمِ، والقديرِ: يَدُلُّ على الذَّاتِ والقُدرةِ، والرَّحيمِ: يَدُلُّ على الذَّاتِ والرَّحمةِ فالأسماءُ المذكورةُ بلُغةِ العَرَبِ صِفاتٌ؛ ففي إثباتِ أسمائِه إثباتُ صِفاتِه؛ لأنَّه إذا ثَبَت أنَّه حَيٌّ مَثَلًا فقد وُصِفَ بصِفةٍ زائدةٍ على الذَّاتِ، وهي صِفةُ الحياةِ، ولولا ذلك لوَجَب الاقتصارُ على ما يُنْبِئُ عن وجودِ الذَّاتِ فقط … فاتَّفَقت في دَلالتِها على ذاتِ اللهِ مع تنوُّعِ مَعانيها؛ فهي مُتَّفِقةٌ مُتواطِئةٌ مِن حيثُ الذَّاتُ، مُتباينةٌ مِن جِهةِ الصِّفاتِ، فهي مترادِفةٌ بحَسَبِ الذَّاتِ، مُتبايِنةٌ بحَسَبِ الصِّفاتِ فأسماؤه سُبحانَه أعلامٌ عليه ونعوتٌ له عزَّ وجَلَّ … فالعزيزُ، الحكيمُ، المَلِكُ، القُدُّوسُ، السَّلامُ، فالواجِبُ إثباتُها له سُبحانَه على الوَجهِ اللَّائِقِ بجَلالِه مِن غيرِ تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ومن غيرِ تكييفٍ … أمَّا كيفيَّتُها فلا يَعلَمُها إلَّا اللهُ سُبحانَه وليس فقط هذا بل تناقش العرب: هل اسم "الله" له اشتقاق لغوي أم جامد ليس له اشتقاق ؟! اختلف العلماء في كون لفظ الجلالة مشتقّا أو جامدا على قولين: */ القول الأوّل: أنّه مشتقّ من الألوهيّة والإلهيّة، وهي العبوديّة، تقول العرب: أله الشّيءَ أي: عبده وذلّ له. فأصل كلمة ( الله ) كما قال الكسائي والفرّاء وأبو الهيثم: الإله، حذفوا الهمزة وأدخلوا الألف واللاّم، ثمّ أدغمت اللاّم في الأخرى ونظيره كلمة ( الأُناس ): حذفوا الهمزة فقالوا: "النّاس" فالله من إله بمعنى مألوه أي: معبود، ككتاب بمعنى مكتوب، وفراش بمعنى مفروش، وبساط بمعنى مبسوط، وإمام بمعنى مأموم يقصده النّاس. وروى الطّبريّ عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال:" هو الّذي يألهُه كلّ شيءٍ، ويعبده كلّ خلق "، وعن الضحّاك عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال:" الله ذو الألوهيّة والعبوديّة على خلقه أجمعين ". فإن قال قائل: وما الّذي يدلّ على أنّ الألوهية هي العبادة، وأنّ الإله هو المعبود ؟ فالجواب هو: أنّ العرب نطقت بذلك في كلامها: قال ابن سيده: والإلاهة والألوهة والألوهية: العبادة، وقد قرأ ابن عبّاس: ( وَيَذَرَكَ وَإَلاَهَتَكَ ) – بكسر الهمزة – أي: وعبادتك. */ القول الثّاني: أنّ لفظ الجلالة جامد، ويُنقل القول بعدم اشتقاقه عن الخليل – كما في " لسان العرب " – وسيبويه – كما في " أوضح البرهان في تفسير أمّ القرآن " للمعصومي – وكثير من الأصوليّين، ولكنْ في نسبة ذلك إلى سيبويه وقال ابن القيّم في " بدائع الفوائد " (1/26):" زعم أبو القاسم السّهيلي وشيخه ابن العربي أنّ اسم الله غيرُ مشتقّ ". وأدلّتهم على ذلك: 1-أنّ الاشتقاق يستلزم مادّةً يُشتقّ منها، واسمه تعالى قديم والقديم لا مادّة له فيستحيل الاشتقاق. 2-لو كان مشتقّا لاشترك في معناه كثيرون ممّن يُعبد، وذلك لم يقع، حتّى إنّ فرعون قال:{أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى} ولم يقل: أنا الله ! بل عندما ادّعى الألوهيّة قال:{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص: من الآية38]. 3-بقيّة أسماء الله تعالى، تقع صفات، كالرّحمن الرّحيم، وغيرها، وهو لم يقع صفة أبدا. 4-كلّ أسمائه تعالى يمكن ترجمتها إلاّ لفظ الجلالة "الله". والجواب عن هذه الأدلّة ما يلي: - أمّا قولهم: إنّ الاشتقاق يستلزم مادّةً يُشتقّ منها، واسمه تعالى قديم والقديم لا مادّة له. فهذا مردود بأنّ سائر أسمائه الحسنى كالعليم والقدير والغفور والرّحيم والسّميع والبصير أسماء مشتقّة من مصادرها بلا ريب، وهي قديمة، والقديم لا مادّة له، فما كان جوابكم عن هذه الأسماء فهو جواب القائلين باشتقاق اسم الله. - وقولهم: لو كان مشتقّا لأُطلِق على كثير من المعبودات، وأنّه لا يقع صفةً، وأنّه لا يمكن ترجمته، فهذا لا يدلّ على ذلك، فإنّ لفظ الجلالة اختصّ به سبحانه … ثانياً: اسم الرب العظيم: ----------------------------- لفظ (الرب) الرَّبُّ فِي اللغةِ صِفةٌ مشبهَةٌ للموصوف بالرُّبُوبِيَّةِ، فعْله ربَّ يربُّ ربوبية، أو ربَّى يربِّي تربية. والربُّ هو الذي يُربي غيرَه ويُنشئه شيئًا فشيئًا. ويُطْلَقُ على المالِك والسَّيِّد والمدَّبِّرِ والمُرَبِّي والقيِّم والمُنْعِم. ولا يُطْلَقُ غيرَ مُضافٍ إلا على اللهِ تعالى، وإذا أُطلقَ على غيرِه أُضِيفَ، كربِّ الإبل ورَبِّ الدارِ؛ أي: مالكها، ويُطلق أيضًا على السّيدِ المطاعِ … ويطلق الربُّ أيضًا على المعبودِ، ومنه قولُ الشاعر: أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلُبَانِ بِرَأْسِهِ لقد ذَلَّ من بالتْ عليهِ الثَّعَالِبُ فوصْفُ الرَّبِّ مِن الناحية اللغوية يكُون لمن أنشَأ الشَّيْءَ حالًا فحالًا إلى حَدِّ التمامِ، أو قام على إصلاحِ شؤونِه وتولَّي أمرَهِ بانتظامٍ … والرَّبُّ: المُصلِحُ والجابِرُ والمدَبِّرُ والقائِمُ. قال الهَرَويُّ وغيرُه: ويقال لمن قام بمصالح شيءٍ وإتمامِهِ: قد رَبَّه يربُّه فهو رَبٌّ، ومنه سُمِّي الرَّبَّانيُّون لقيامهم بالكتُبِ وإصلاح الناس بها، ومنه الحديث "هَلْ لَكَ مِنْ نِعْمَةٍ تُرَبُّهَا عَلَيْهِ"؛ أي تقومُ بها. ومنه قول النابغة: وَرَبَّ عَلَيْــهِ اللهُ أَحْسَنَ صُنْعِهِ وَكَانَ لَهُ خَيْرُ البَرِيَّـةِ ناصرًا ورببْتُ الأديمَ: دهنتُه بالرُّبِّ قال: فَإِنْ كُنْتِ مِنِّى أَوْ تُرِيدِينَ صُحْبَتِي فَكُونِي لَهُ كَالسَّمْنِ رُبَّ لَهُ الأدمُ وهو يرجعُ إلى معـنى الإصـلاح يُقال: رببتُ الزق بالـرُبِّ، والـربُّ السلافُ الخـائر مِن كـلِّ الثمـار، ويُقـال مِـن ذلك (رببت الزقَّ) بالقـير إذا أصلحْت … وقد قِيلَ: إِنَّ الربَّ مُشْتَقٌّ مِن التربيةِ، فالله سبحانه مُدبِّرٌ لخلقِهِ ومُربِّيهم ومصلِحُهُم وجابِرُهم، القائِمُ بأمورِهم، قيومُ الدُّنيا والآخرةِ، كلُّ شَيءٍ خَلْقُه، وكلُّ مذكورٍ سِواه عَبْدُه، وهو سبحانه رَبُّه، لا يصلحُ إلا بتدبيرِهِ، ولا يقـومُ إلا بأمـرِهِ، ولا يربُّه سِـوَاه، فسَمَّى وَلدَ الزَّوجةِ ربيبةً لتربيةِ الزوجِ لها، فعلى أَنَّه مُدَبِّرٌ لخلقِهِ ومربيهم ومُصلحُهم وجابرُهُم يكُون صِفة فعْلٍ، وعلى أن الربَّ المالكُ والسَّيِّدُ يكونُ صِفةَ ذاتٍ. فلا يُقالُ لمخلوقٍ: هذا (الرَّبُّ) معرَّفًا بالألفِ واللَّامِ، كما يقالُ للهِ، إنَّما يقالُ: هذا رَبُّ كذا، فيُعرَّفُ بالإضافةِ؛ لأنَّ اللهَ مالِكُ كُلِّ شَيءٍ، فإذا قيل: (الرَّبُّ) دَلَّت الألفُ واللَّامُ على معنى العُمومِ، وإذا قيل لمخلوقٍ: ربُّ كذا ورَبُّ كذا، نُسِبَ إلى شَيءٍ خاصٍّ؛ لأنَّه لا يملِكُ شَيئًا غَيرَه وَرَدَ هذا الاسمُ في القرآنِ مَرَّاتٍ كثيرةً جدًّا، أما عن ورُودِهِ مفردًا فقد وَرَدَ في إحدى وخمسينَ ومائةِ مَرَّةً، منها: قولهُ تعالى: ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ï´¾ [الفاتحة: 2]. وقولهُ: ï´؟ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ï´¾ [البقرة: 131]. وقولهُ: ï´؟ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ï´¾ [الأنعام: 162]. وقولهُ: ï´؟ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ï´¾ [الأنعام: 164]. وقولهُ: ï´؟ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ï´¾ [الأعراف: 54]. وقولهُ: ï´؟ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ï´¾ [الدخان: 8]. وقال: ï´؟ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ï´¾ [الرحمن: 17]. وقال: ï´؟ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ï´¾ [التكوير: 29]. وغيرها من الآيات الكثيرة. وورد هذا الاسم الشريف في السنة في مواضع كثيرة منها: - ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا وإني نُهيتُ أن أقرأَ القرآنَ راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوعُ فعظموا فيه الربَّ» (صحيح مسلم: [479]). هنا أتى اسم الله الرب مُعرّفًا مطلقًا ودالًّا على كمال الوصفية؛ كما هي الشروط. - والحديث كذلك عند الترمذي وصحّحه الألباني من حديث عمرو بن عبس أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أقرَبُ ما يَكونُ الرَّبُّ منَ العبدِ في جوفِ اللَّيلِ الآخرِ، فإن استَطعتَ أن تَكونَ مِمَّن يذكرُ اللَّهَ في تلكَ السَّاعةِ فَكُن» (صحّحه الألباني في صحيح الترمذي: [3579]). - وورد عند البخاري من حديث مالك بن صعصعة -في حديث الإسراء- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فأتيتُ على موسى فسلمتُ عليه، فقال: مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ، فلما جاوزتُ بكى، فقيل: ما أبكاكَ؟ قال: يا ربِّ هذا الغلامُ الذي بُعِثَ بعدي، يدخلُ الجنةَ من أمتِه أفضلُ مما يدخُلُ من أمتي» (صحيح البخاري: [3207]). والأدلة كثيرة على أن الرب اسم من أسماء الله تعالى الحسنى؛ واسم " الله " سبحانه، " والرب، والإله " : اسم لذات لها جميع صفات الكمال، ونعوت الجلال، كالعلم، والقدرة، والحياة، والإرادة، والكلام، والسمع، والبصر، والبقاء، والقدم، وسائر الكمال الذي يستحقه الله لذاته وقد تكلَّم العلَّامةُ ابنُ القَيِّمِ عن ارتباطِ اسم (الربِّ) باسمِ (اللهِ) و (الرحمن) كلامًا جيدًا حيثُ يقولُ: "وتأمَّلْ ارتباطَ الخَلْقِ والأمْرِ بهذه الأسماءِ الثلاثةِ، وهي (الله، والربُّ، والرَّحمنُ)، كيف نشأ عنها الخلْقُ، والأمرُ، والثوابُ والعِقَابُ؟ وكيف جَمَعتِ الخلْقَ وفرقتْهُم؟ فلها الجمْعُ، ولها الفَرْقُ. فاسمُ (الربِّ) له الجمْعُ الجامعُ لجميعِ المخلوقاتِ. فهو ربُّ كلِّ شَيءٍ وخالِقُه، والقادِرُ عليه لا يخرجُ شيءٌ عن ربوبيتِهِ، وكلُّ مَنْ فِي السماواتِ والأرضِ عَبْدٌ له فِي قبضتِهِ، وتحتَ قَهْرِهِ، فاجتمعوا بصفةِ الربوبيةِ، وافترقوا بصفةِ الإلهيَّةِ، فَأَلَّهَهُ وَحْدَهُ السُّعداءُ، وأقرُّوا له طوعًا بأَنَّه اللهُ الذي لا إلَهَ إلا هو، الذي لا تنبغي العبادةُ، والتَّوكُّلُ، والرَّجاءُ، والخوف، والحبُّ، والإنابة، والإخْبَات، والخشية، والتذلُّل، والخضوع له. وعليه لأجل هذا نجد الأسمان مستخدمان في الكتاب المقدس: 1- لفظ الله: † ثم تكلم الله بجميع هذه الكلمات قائلا (خر 1:20) † و قالوا لموسى تكلم انت معنا فنسمع و لا يتكلم معنا الله لئلا نموت (خر 19:20) † فقال موسى للشعب لا تخافوا لان الله انما جاء لكي يمتحنكم و لكي تكون مخافته امام وجوهكم حتى لا تخطئوا (خر 20:20) † فوقف الشعب من بعيد و اما موسى فاقترب الى الضباب حيث كان الله (خر 21:20) † يقدمه سيده الى الله و يقربه الى الباب او الى القائمة و يثقب سيده اذنه بالمثقب فيخدمه الى الابد (خر 6:21) † و لكن الذي لم يتعمد بل اوقع الله في يده فانا اجعل لك مكانا يهرب اليه (خر 13:21) † و ان لم يوجد السارق يقدم صاحب البيت الى الله ليحكم هل لم يمد يده الى ملك صاحبه (خر 8:22) † في كل دعوى جناية من جهة ثور او حمار او شاة او ثوب او مفقود ما يقال ان هذا هو تقدم الى الله دعواهما فالذي يحكم الله بذنبه يعوض صاحبه باثنين (خر 9:22) † لا تسب الله و لا تلعن رئيسا في شعبك (خر 28:22) † و لكنه لم يمد يده الى اشراف بني اسرائيل فراوا الله و اكلوا و شربوا (خر 11:24) † فقام موسى و يشوع خادمه و صعد موسى الى جبل الله (خر 13:24) † فدخل اليه اهود و هو جالس في علية برود كانت له وحده و قال اهود عندي كلام الله اليك فقام عن الكرسي (قض 20:3) † فرد الله شر ابيمالك الذي فعله بابيه لقتله اخوته السبعين (قض 56:9) † و كل شر اهل شكيم رده الله على رؤوسهم و اتت عليهم لعنة يوثام بن يربعل (قض 57:9) 2- لفظ الرب: † و ربطوا الصدرة بحلقتيها الى حلقتي الرداء بخيط من اسمانجوني ليكون على زنار الرداء و لا تنزع الصدرة عن الرداء كما امر الرب موسى (خر 21:39) † جلجل و رمانة جلجل و رمانة على اذيال الجبة حواليها للخدمة كما امر الرب موسى (خر 26:39) † و المنطقة من بوص مبروم و اسمانجوني و ارجوان و قرمز صنعة الطراز كما امر الرب موسى (خر 29:39) † و جعلوا عليها خيط اسمانجوني لتجعل على العمامة من فوق كما امر الرب موسى (خر 31:39) † فكمل كل عمل مسكن خيمة الاجتماع و صنع بنو اسرائيل بحسب كل ما امر الرب موسى هكذا صنعوا (خر 32:39) † بحسب كل ما امر الرب موسى هكذا صنع بنو اسرائيل كل العمل (خر 42:39) † فنظر موسى جميع العمل و اذا هم قد صنعوه كما امر الرب هكذا صنعوا فباركهم موسى (خر 43:39) † و كلم الرب موسى قائلا (خر 1:40) † ففعل موسى بحسب كل ما امره الرب هكذا فعل (خر 16:40) † و بسط الخيمة فوق المسكن و وضع غطاء الخيمة عليها من فوق كما امر الرب موسى (خر 19:40) † و ادخل التابوت الى المسكن و وضع حجاب السجف و ستر تابوت الشهادة كما امر الرب موسى (خر 21:40) † تهابون كل انسان امه و اباه و تحفظون سبوتي انا الرب الهكم (لا 3:19) † لا تلتفتوا الى الاوثان و الهة مسبوكة لا تصنعوا لانفسكم انا الرب الهكم (لا 4:19) † و من اكل منها يحمل ذنبه لانه قد دنس قدس الرب فتقطع تلك النفس من شعبها (لا 8:19) † و كرمك لا تعلله و نثار كرمك لا تلتقط للمسكين و الغريب تتركه انا الرب الهكم (لا 10:19) † و لا تحلفوا باسمي للكذب فتدنس اسم الهك انا الرب (لا 12:19) † لا تشتم الاصم و قدام الاعمى لا تجعل معثرة بل اخش الهك انا الرب (لا 14:19) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هل الله هو الرب أم هناك أختلاف ؟! |
على نزول يعقوب إلى مصر ومعه الرب ووعد الله له أنه يصعد من هناك |
حيث هناك روح الرب هناك حريه |
أختلاف بلا خلاف |
جميعهم يرحلون ولكن هناك أختلاف |