|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
برحمتك تعزيني بالحق دخل المرتل إلى المذلة [75]، وها هو بالرحمة يتمتع بالتعزية الإلهية [76]. يبدأ بالحق ويليه الرحمة وقد ارتبط الاثنان معًا كقول المرتل "كل سبل الرب رحمة وحق لحافظي عهده وشهاداته" مز 10:25. إنه لم يطلب من الله أن يرفع عنه عصا التأديب، إنما طلب مع ما ناله من معرفة إلهية وسط الضيق ألا يُحرم من رحمة الله التي قدمها وعدًا عامًا لكل البشر، وخاصًا بكل مؤمنٍ، إذ يقول: "فلتأتِ على رحمتك لتعزيني، نظير قولك لعبدك" [76] * من كان ضعيف الرأي وقليل الإيمان لا يتحقق أن الله يسمح بالمحن والشدائد بحكم عادل فيتضجر، وأما الواثق بالإيمان الكامل يعرف أنها تحدث بحقٍ واجب، فيطلب التعزية من رحمته، أي من كلمته أو ابنه الوحيد، الذي جاء ليعزي المحزونين حسبما وعد بلسان إشعياء النبي أنه من قبل ابن تأتي الرأفة التي تحيي دارسي ناموس الله، أعني به المقدس، دراسة عملية. أنثيموس أسقف أورشليم * تعلم النبي كمناضل أن يحتمل كل ما يصيبه، فلا يطلب في صلواته أن تبعد عنه الآلام التي تحزنه، إنما يطلب في وقت الحزن من الله كلمة تعزية قوية تسمح له أن يحتمل الآلام بفرحٍ كاملٍ وسلامٍ.ؤعندئذ يقول: ارحمني فأختبر التعزية وأجد الشجاعة. إنه مثل الرسول بولس الذي كان يطلب التعزية عندما جُرب، فكان ينعم بها، لذلك قال: "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، أبو الرأفة وإله كل تعزية، الذي يعزينا في كل ضيقتنا" 2كو3:1-4. فإنني أستطيع بعد نوالي هذه التعزية أن أعزي من هم في حزنٍ أو ضيقةٍ. طوبى لمن يستطيع القول: "عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي" مز19:94. العلامة أوريجينوس * رحمة الآب هي (بتجسد) ابن، الذي يعزي قلوبنا الساقطة تحت سلطان (طغيان) إبليس... تحنن على عبيدك كما وعدت بالتعزية. القديس أثناسيوس الرسولي * لتأتِ على رحمتك لتعزيني وتشجعني؛ فإن كثيرين إذ ينالون تعزية ينخدعون، حاسبين أنهم نالوها من حكمتهم وبعقلهم، أما أنا فلكي لا أضل مثلهم، فالنسبة لي، أنا عبدك "لتأتِ على رحمتك نظير قولك". العلامة أوريجينوس * حقًا يبدأ هنا أولًا بالحق الذي به نتذلل حتى الموت، وذلك بحكم ذاك الذي أحكامه هي برّ، بينما نتجدد للحياة وذلك بوعد ذاك الذي بركاته هي نعمة من عنده. لهذا يقول: "نظير قولك لعبدك" [76]، أي حسب ما وعدت به عبدك. سواء كان ذلك هو التجديد الذي به صار لنا التبني بين أبناء الله، أو الإيمان والرجاء والمحبة، حيث يُبني الثلاثة فينا، وهي تأتي من مراحم الله؛ مع هذا فإنه في هذه الحياة المملوءة بالعواطف والمتاعب توجد تعزيات البؤساء لا أفراح المطوبين. القديس أغسطينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خلصني برحمتك | صلاة من مزمور |
مزمور 119 | متى تعزيني |
مزمور 86 | تعهدني أيها الصالح برحمتك |
مزمور 31 - أتهلل وأفرح برحمتك |
متى تعزيني ؟ |