هل مصارعة يعقوب مع انسان هو ملاك في رأي اليهود؟ تكوين 32
السؤال
يقول الراباوات ان المفهوم المسيحي ان يعقوب صارع الرب هو خطأ والذي صارع يعقوب هو ملاك؟
الرد
الإجابة باختصار أولا هذا ليس الرأي اليهودي الوحيد بل هم قالوا اراء مختلفة أحدهم موضوع الملاك ثانيا النص واضح انه الله
وشرحت هذا الموضوع سابقا في الرد على شبهة
يعقوب وصراعه مع الرب تكوين 32
ولهذا هذا الملف سيكون باختصار شديد لان بقية النقاط تم تغطيتها في الملف السابق
أولا اراء اليهود
يوسيفاس قال ان هذا خيال وليس موقف حقيقي فوصفه انه phantasm في كتاب الانتيك
Antiqu. l. 1. c. 20. sect. 2.
مامونيدس الشهير قال انها رؤيا نبوية
Morch Nevochim, par. 2. c. 42. p. 310.
اليعازر قال انسان
There he was confronted by the man.
ولكن ترجوم جوناثان قال ملاك ميخائل في شكل انسان
بل يدعي بعض اليهود ان هذا ملاك عيسو الحارس
Genesis Rabbah 77:3
Genesis Rabbah 78:3
وهذا ما نقل منه راشي وذكره انه الأمير الملاك الحارس لعيسو
that this was the prince (guardian angel) of Esau.
فاعتقد رأي الملاك غير لائق وهو ليس الرأي اليهودي الوحيد
ثانيا تأكيد ان هذا ظهور مسياني
سفر التكوين 32
24 فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ.
25 وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ.
26 وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي».
27 فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ».
28 فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ».
29 وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.
30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».
العدد يقول
فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ.
ومعني كلمة انسان هنا في العبري انوش التي تعني
H582
אנושׁ
'ĕnôsh
BDB Definition:
1) man, mortal man, person, mankind
1a) of an individual
1b) men (collective)
1c) man, mankind
اي رجل او في الهيئة كرجل فهو ظهور لله مثلما
ظهر الرب لإبراهيم
سفر التكوين 18
1 وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ،
2 فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا ثَلاَثَةُ رِجَال وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ،
25 حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ، أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ، فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟»
33 وَذَهَبَ الرَّبُّ عِنْدَمَا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ، وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَكَانِهِ.
والكلمة رجال في العبري جمع انيوش
وعدم الإجابة على ما اسمه
مثلما فعل مع منوح
قضاة 13
18 فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي وَهُوَ عَجِيبٌ؟».
22 فَقَالَ مَنُوحُ لامْرَأَتِهِ: «نَمُوتُ مَوْتًا لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللهَ»
23 فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: «لَوْ أَرَادَ الرَّبُّ أَنْ يُمِيتَنَا، لَمَا أَخَذَ مِنْ يَدِنَا مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً،
وهو أعلن ان اسمه عجيب
سفر إشعياء 9: 6
لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ.
فالذي صارع يعقوب هو : الله للأسباب الآتية:
1- غير الله اسمه من يعقوب إلى إسرائيل .ولا يملك الملاك الحق في أن يغير اسم إنسان.
2- قال له الله في تغيير اسمه " لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت(تك28:32).قال له هذا بعد أن صارعه .فما معنى " مع الله ...وغلبت".
3- يقول الكتاب "فدعا يعقوب اسم المكان فينيئيل قائلا " لأني نظرت الله وجها لوجه ونجيت نفسي" (تك30:32)
4- إصرار يعقوب أنه لا يتركه حتى يباركه ، أمر خاص بالله لأنه لم يحدث في التاريخ أن إنسانا صارع ملاكا لكي يباركه .وفعلا نال البركة وتحققت.
5- كون أن الذي ظهر له ، ضرب حق فخذه ، فانخلع فخذه ، وصار يخمع عليه (تكوين 31،25:32) هذا لا يحدث مع ملاك . الملاك لا يضرب إلا إذا أخذ أمرا صريحا بذلك من الله ، وبخاصة لو كان يضرب أحد الآباء أو الأنبياء.
أما عبارة " صارعه إنسان حتى طلوع الفجر"(التكوين 24:32) فمعناها أن الله ظهر له في هذه الهيئة
والحقيقة لو لم نكن أمناء لكنا جملنا الموقف وقلنا ملاك او غيره لكي نتحاشى نقد بل وسخرية المشككين ان الرب صارع يعقوب. ولكن لان هذا هو الحق الكتابي الواضح فلا نجمله ونفهم جيدا انه صراع روحي
وهذا ما أكده اباء الكنيسة
فكما يذكر لنا تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الإباء
يعلق القديس أغسطينوس على هذا التصرف فيقول: [لماذا صارع يعقوب معه وأمسك به؟ لأن "ملكوت السماوات يُغصب والغاصبون يختطفونه" (مت ١١: ١٢). لماذا صارع؟... لكي يمسك به بتعب، فما نناله بعد جهاد نتمسك به أكثر[391]]. كما يقول: [الإنسان غلب والملاك أنهزم. الإنسان الغالب يمسك بالملاك ليقول: لا أطلقك إن لم تباركني. يا له من سر عظيم! فالمهزوم يقف ليبارك الغالب! إنه منهزم لأنه أراد ذلك لكي يظهر في الجسد ضعيفًا، وإن كان بعظمته قويًا، فقس صلب في ضعف وقام في قوة (٢ كو ١٣: ٤)[392]]. وكأن ما حدث مع يعقوب قبيل لقائه مع عيسو ليغلبه بالحب إنما يشير إلى عمل السيد المسيح الذي جاء كضعيف يحمل طبيعتنا، ويحتل آخر الصفوف، فيحصى مع الآثمة، ويحمل عار الصليب كمغلوب، لكنه هو القائم من الأموات يبارك طبيعتنا ويجددها فيه!
ويرى القديس أمبروسيوس أن ما حل بيعقوب حيث انخلع فخذه إنما يشير إلى شركة آلامه مع السيد المسيح الذي يأتي متجسدًا خلال نسله، إذ يقول: [في نسله يتعرف على وارث جسده، وبه يسبق فيعرف آلام وارثه خلال خلع حق فخذه[393]].
انتهى الجهاد بسؤال مشترك، سأل الملاك يعقوب عن اسمه لا لجهله بالاسم وإنما لكي يغيره إلى اسم جديد يليق به كمجاهد، إذ يقول له: "لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت" [٢٨]. وكما يقول القديس أكليمنضس الإسكندري: [قدم له الاسم الجديد للشعب الجديد[394]]، وكأن هذه العطية لم توهب ليعقوب في شخصه وإنما لكل شعب الله علامة جهادهم الروحي.
والمجد لله دائما