رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إرميا يقف ضد حننيا: 15 فَقَالَ إِرْمِيَا النَّبِيُّ لِحَنَنِيَّا النَّبِيِّ: «اسْمَعْ يَا حَنَنِيَّا. إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يُرْسِلْكَ، وَأَنْتَ قَدْ جَعَلْتَ هذَا الشَّعْبَ يَتَّكِلُ عَلَى الْكَذِبِ. 16 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا طَارِدُكَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. هذِهِ السَّنَةَ تَمُوتُ، لأَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بِعِصْيَانٍ عَلَى الرَّبِّ». 17 فَمَاتَ حَنَنِيَّا النَّبِيُّ فِي تِلْكَ السَّنَةِ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ. [15-17]. أكد إرميا عمليًا أن الله لم يرسل حننيا ليتنبأ وسط شعبه إنما ها هو يرسله سريعًا إلى الموت مطرودًا حتى من وجه الأرض. أنه غير مستحقٍ لخدمة الكهنوت، ولا حتى لممارسة الحياة اليومية كإنسان، لأنه يقاوم الحق الإلهي باسم الله نفسه وبادعاءات كاذبة. وقد مات فعلًا بعد حوالي شهرين من الحوار، فثبت صدق نبوة إرميا، ولم يعد هناك عذر لمن سمع لحننيا. عوض السبعين عامًا للسبي التي أعلنها إرميا النبي أكد حننيا أن السبي لن يبقى أكثر من عامين، ولم يدرِ أن حياته تُنزع عنه ليس بعد السبعين عامًا ولا بعد العامين وإنما بعد شهرين فقط. عوض انتظار الحرية بعد عامين فقد حننيا حياته خلال شهرين. لعل الرسول بولس اقتدى بإرميا النبي، إذ قال لحنانيا رئيس الكهنة: "سيضربك الله أيها الحائط المبيض؛ أفأنت جالس تحكم عليَّ حسب الناموس، وأنت تأمر بضربي مخالفًا للناموس؟!" (أع 23: 3). موت حننيا السريع [17] يظهر خطورة العصيان [17]، أوالتمرد على الإرادة الإلهية (تث 13: 5)، كما حدث مع فلطيا بن بنايا (حز 11: 13)، وحننيا وسفيرة (أع 5: 1-11). كأنه قد أخطأ خطية للموت، لأنه أقام نفسه نبيًا كذبًا وضلل الكثيرين بكلماته المعسولة، خادعًا قلوب البسطاء، لقد انتحل اسم الرب باطلًا. لماذا صدر الحكم: "هأنذا طاردك عن وجه الأرضّ؟" قال أحد آباء البرية: "من لا يصلح لموضع فالموضع نفسه يطرده". هكذا إذ صار حننيا مفسدًا على الأرض بسبب عصيانه لله ونسب النبوة إليه كذبًا، لم تحتمله الأرض بل أرادت أن تتقيأه... صار أشبه بطعامٍ فاسدٍ لا يستحق أن يبقى في المعدة، لأنه ضار. إنه يُطرد عن وجه الأرض، كأن الأرض لا تطيق أن تراه بوجهها بل تعطيه ظهرها. إذ صدر هذا الحكم علينا نحن الخطاة، وحُسبنا مطرودين حتى من الأرض التي خُلقت لأجلنا، تعطينا ظهرها لا وجهها، جاء مسيحنا إلى أرضنا، وعاش بيننا، فتهللت الأرض بجبالها وتلالها ووديانها وأشجارها وكل حيواناتها مع الأنهار والبحار والمحيطات... إنها تسبح ابن الإنسان... تشتهي أن تعطيه وجهها، تخضع له وتطيعه بل وتتهلل بمجيئه. لقد قيل: "تفرح البرية والأرض اليابسة، ويبتهج القفر... يبتهج ابتهاجًا ويرنم... هم يرون مجد الرب بهاء إلهنا" (إش 35: 1-2). "الأنهار لتصفق بالأيادي، الجبال لترنم معًا" (مز 98: 8). "نهر سواقيه تفرح مدينة الله مقدس مساكن الله" (مز 46: 4). جاء ابن الإنسان إلى أرضنا ليقيم مصالحة بين إله السماء والأرض وبيننا، فيصير المؤمنون بركة للأرض، كما قيل للقديس أنبا أنطونيوس إنه بسبب أنبا بولا تَتَبَارَك أرض مصر ونيلها وزرعها. أينما وجد المؤمنون تتبارك الأرض والساكنون عليها... تعطينا الأرض وجهها إذ نشعر أن الأرض وملؤها للرب ولمسيحه... ومع فرحنا بتقديس الأرض نرتفع مع مسيحنا إلى سمواته حيث ننعم بالأرض الجديدة والسماء الجديدة (رؤ 21: 1). يرفع روحه القدوس قلوبنا إلى حضن الآب السماوي، فلا نصير مطرودين من وجه الأرض بل منطلقين إلى خالقنا ومقدسنا! على أي الأحوال لم يمت حننيا في الحال بل خلال شهرين، وكأنه قد أُعطيت له فرصة كافية لمراجعة نفسه والتوبة حتى يستعد لملاقاة الديان الذي نسب إليه أقوالًا كاذبة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أرميا النبي |موت حننيا السريع |
أرميا النبي | لم يجب على تصرفات حننيا بسرعةٍ |
أرميا النبي | كلمات حننيا الكاذبة |
أرميا النبي | مقابلة مع حننيا بن عزور |
آرميا النبي | إرميا يقف ضد حننيا |