رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اُطْلُبُوا الرَّبَّ وَقُدْرَتَهُ. الْتَمِسُوا وَجْهَهُ دَائِمًا [4]. جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "ابتغوا الرب واعتزوا (تقوا). اطلبوا وجهه في كل حين". من يبحث بفرح وبهجة عن الرب ويطلبه ليعلن ذاته له، يختبر قوته وينعم بحضرته الإلهية على الدوام. إن كان الشعب القديم عند خروجه من مصر شعر بذراع الرب القوية، واختبر عذوبة حضرة الإلهية. وفي أرض الموعد، كان الشعب يترقَّب الأعياد السنوية الثلاثة، حيث ينطلق الكل إلى أورشليم ليحتفل بالأعياد ببهجة قلب، فإن المسيحي الحقيقي يصير هيكلًا مقدسًا للرب يتجلى فيه المخلص مع الآب وروحه القدوس على الدوام. * بصوابٍ، يجعلنا الإيمان بالفعل نجده، أما الرجاء فيجعلنا نبقى نبحث عنه. أما المحبة فتضم الاثنين معًا. نجده بالإيمان، ونبحث عنه حتى نراه، حيث نجده ويُشبعنا، فلا نعود نبحث عنه. فإنه ما لم يكشف الإيمان عنه في هذه الحياة لا يُقال: "اطلبوا الرب". أيضًا إن كنا نجده بالإيمان ولسنا نبقى نبحث عنه باجتهاد لما قيل: "ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره، فإننا نتوقعه بالصبر" (رو 8: 25)... وهذا بالحق معنى الكلمات: "التمسوا وجهه دائمًا"، بمعنى أن هذا الكشف لا يُنهِي ذاك البحث، الذي به يُختبَر الحب. ولكن بنمو الحب يزداد البحث عن اكتشافه بالأكثر. القديس أغسطينوس * "انظروا إلى الرب في قوته". قبلما نلتمس الرب كنا ضعفاء ومتقلبين. الآن إذ ارتبطتْ قلوبنا به، فنحن أقوياء وشجعان. كم بالأكثر جدًا يكون كمالنا إن كنا نجده؟ "اطلبوا أن تعبدوه على الدوام". طُلِبَ من اليهود أن يظهروا أمام الرب (خر 23: 17) ثلاث مرات في السنة... على أي الأحوال يحث النبي هنا المؤمنين بالله أن يلتمسوه دائمًا، وذلك كما يأمرنا العهد الجديد أن نصلي بلا انقطاع (1 تس 5: 17؛ لو 18: 1). القديس جيروم * تقول الكنيسة للرب في نشيد الأناشيد: "إني مجروحة حبًا" (نش 2: 5). بحق إذ تحمل في قلبها جرح الحب تسعى برغبة ملتهبة لعلها تنال الشفاء برؤيتها للطبيب. البابا غريغوريوس (الكبير) * اطلبوا الرب أيها الخطاة وتقووا في أفكاركم من أجل الرجاء. اطلبوا وجهه بالتوبة في كل الأوقات (مز 105: 4)، فتتقدسون بقداسة حضرته، وتَتطهرون من إثمكم (حز 36: 25). أسرعوا إلى الرب أيها الخطاة، فإنه يمحو الإثم ويزيل الخطايا. لقد أقسم: "إني لا أُسر بموت الشرير" (حز 33: 11)، بل أن يتوب الخاطئ ويحيا؟ "بسطت يديَّ طول النهار إلى شعبٍ متمرد" (إش 65: 2). و"لماذا تموتون يا بيت يعقوب؟" (حز 33: 11)، "ارجعوا إليّ، فأرجع إليكم" (راجع زك 1: 3). القديس إسحق السرياني * الذين يتمسكون بالمعتقدات المستقيمة، ويُفَتِّشون عن الحق، ويلازمون تلاوة الكتب الإلهية مع أعمالهم الصالحة، هؤلاء يبتغون الرب، ويطلبون وجهه، ويرونه بالروح. أما وجه الرب فيُقال عن المعرفة به. قال الذهبي الفم: إن وجه الرب يُقال عن ظهوره بعنايته ومعونته ونصرته لأتقيائه. قال ديديموس: إن وجه الرب هو ابنه الوحيد، لأنه صورة أقنوم الآب، وشعاع مجده. فمن يرى الابن يرى الآب. أولياء الله كل حين يطلبون المسيح، وبرؤيته تفرح قلوبهم، وتتشدد قوتهم في كل عملٍ صالحٍ. الأب أنسيمُس الأورشليمي * سؤال من الأب نفسه إلى الشيخ الكبير نفسه: يعلّمنا يسوع الذي يبحث عن الخراف الضالة أيضًا كيف نبحث عن الراعي. أيها الأب، توجد كلمة واحدة أريد أن أسألك عنها: حيث إنه مكتوب: "اطلبوا الرب وقدرته، التمسوا وجهه دائمًا" (مز 105: 4)، فكيف يمكن لإنسانٍ خاطئ أن يلتمس الرب دائمًا؟ علِّمنا ذلك لأجل ذاك الذي جعلك حكيمًا، وذلك لكي نلتمس نحن أيضًا دائمًا وجه الرب. لأنّ له المجد إلى الأبد، آمين. جواب القديس برصنوفيوس:يا أخ أوثيميوس، أتوسل إلى محبتك أن تتعب معي في الصلاة لله محب البشر، لأنّ محبتك طلبتْ مني أن أكتب لك عن كيف ينبغي أن نبحث عن الراعي. ومن أول يوم حتى الآن أنا أتوسل إلى الله بخصوص هذا السؤال، وهو يقول لي: ”نقِّ قلبك من أفكار الإنسان العتيق، وأنا أعطيك الإجابة على أسئلتك مجانًا، لأنّ عطاياي تجد في الأنقياء مكانًا فتُعطَى لهم. ولكن طالما أنّ قلبك يتحرك بالغضب، وتذكُّر الشر وأهواء الإنسان العتيق المشابهة؛ فإنّ الحكمة لا تدخل فيه. إن كنتَ ترغب في مواهبي بجدِّيّةٍ، فأطرح عنك أواني الغريب (اُنظرْ نح 13: 8)، فتأتيك أوانيَّ من ذاتها. ألم تسمع: "لا يقدر أحدٌ أن يخدم سيِّدين" (مت 6: 24)؟ فإن كنتَ تخدمني حينئذٍ لا تخدم الشيطان، وإن كنتَ تخدم الشيطان فلا تخدمني. وعلى ذلك، فإذا رغب أحدٌ أن يُحسَب مستحقًا لمواهبي، فعليه أن يُراعِي خطواتي، لأنني كحمل بلا عيب قبلتُ جميع الآلام دون أن أقاوم في شيءٍ (اُنظرْ إش53: 7)، وأنا أخبرتك أن تكون لك أُلفة (أو وداعة) مثل الحمام، وبدلًا من كل ذلك فأنت لك شراسة من أهواء الشهوات. فانظر إنني لم أقل لك: "اسلك بنور نارك" (إش 50: 11). فردوس الآباء يرى القديس باخوميوس أننا نطلب الرب ونتمتع بقوته، ليس بالشفاه فحسب، وإنما بالعمل: [اطلبوا الله مثل إبراهيم الذي أطاع الله، وقدَّم ابنه ذبيحة لله الذي دعاه "صديقي". اطلبوا الله مثل يوسف الذي صارع ضد النجاسة، حتى صار حاكمًا على أعدائه. اطلبوا الرب مثل موسى، الذي تبع ربه، وجعله الله مُستَلِمًا للشريعة، وجعله يعرف شبه الله. طلب دانيال الله، وعلَّمه الله أسرارًا عظيمة، وأنقذه من جب الأسود. طلب الثلاثة قديسين الله، ووجدوه في أتون النار. التجأ أيوب إلى الله، فشفاه من قروحه. طلبتْ سوسنة الله، وأنقذها من أيدي الأشرار. طلبتْ يهوديت الله، ووجدته في خيمة هولوفرينس.] القديس باخوميوس |
|