ففرح العالم علامته السرور الظاهر، ويرتبط بلذة الجسد السطحية والمسرَّات، والمال، والطعام والمسكن والممتلكات وشهوة الجسد والمركز والسلطة وتحقيق المكاسب المتصلة بالعالم الحاضر. وهذا الفرح قصير العمر، فقد نفقده بعد حين، وإن استمر وتكاثر فهو يفتر بعد حين، وتزيله الهموم، والتجارب، والهزائم، وخوف الغد، والأمراض، والوحدة، وتغيُّر الأحوال، بل حتى الوصول إلى درجة صنع المعجزات، ينبغى ألا يفرحنا!! فهذا ما حدث مع التلاميذ حين أرسلهم السيد المسيح، لما رجعوا «أَخْبَرُوهُ بِجَمِيعِ مَا فَعَلُوا» (لو 10:9). وقالوا له: «حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ» (لو 17:10). فأجابهم الرب قائلًا: «وَلَكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهَذَا: أنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِىِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِى السَّمَاوَاتِ» (لو 20:10).