رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزجت حنة صلاتها الخفية بوداعتها فعندما اتهمها عالي الكاهن بالسكر أجابته في وداعة: "لا يا سيدي، إني امرأة حزينة الروح ولم أشرب خمرًا ولا مسكرًا بل أسكب نفسي أمام الرب. لا تحسب أمتك ابنة بليعال، لأني من كثرة كربتي وغيظي قد تكلمت إلى الآن" [15-16]. لقد تأثر القديس يوحنا الذهبي الفم بهذه الوداعة فمدحها أكثر من مرة، إذ يقول: [هنا برهان القلب المنسحق، عندما لا نكون في غضب ضد من يسبنا فلا نسخط عليهم، بل نُجيب في حدود الدفاع عن النفس ]. لقد تحدثت بأدب ولطف واتضاع، قائلة: "لتجد جاريتك نعمة في عينيك" [18]. يظهر إيمان حنة من قول الكتاب: "مضت المرأة في طريقها ولم يكن وجهها بعد مغيرًا" [18]. هكذا استراح قلبها بعد الصلاة. ليت الرب يهبنا هذا الإيمان فلا نقلق ولا نضطرب، خاصة بعد الصلاة وتسليم أمورنا بين يدي الله أبينا. إذ يتحدث العلامة أوريجانوسعن فاعلية الصلاة في حياة حنة العاقر وغيرها، يتطلع إلى النفوس المجدبة التي بلا ثمر لكي تنعم بما نالته حنة قائلًا: [النفوس التي بقيت مجدبة (عاقرًا) إلى زمان طويل، إذ تدرك عقم عقلها وجدب فكرها تحبل بالروح القدس وتلد كلمات خلاصية مملوءة بمفاهيم الحق وذلك بالمثابرة في الصلاة]. بمعنى آخر، نحن في حاجة أن نكتشف عمقنا الداخلي ليتمرر داخلنا وتنسحق نفوسنا أمام الرب، نسأله بإيمان واثقين أنه وحده قادر أن يحول عمقنا إلى خصوبة، مانحًا إيانا من ثمر روحه القدوس في داخلنا. |
|