سؤال منطقي، فقد كانت الذبيحة الأولى، ومثلها باقي الذبائح، ما هي إلا صورة لذبيحة أعظم؛ هي ذبيحة ربنا يسوع على الصليب، حيث قضى ثلاث ساعات ظلمة رهيبة محظورًا من الشركة مع الله، يصرخ وحيدًا «إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟» (متى٢٧: ٤٦). حيث الديان العادل استدعى لهيب السيف المتقلّب ليجتاز في نفس النائب والبديل عن جنس البشر بجملته «لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ» (عبرانيين٢: ٩).
يا صديقي لقد كسر آدم الحظر الصحي ونحن مثله، وصرنا جميعًا تحت حكم “الحظر الأبدي” منفصلين في بحيرة النار والظلمة الأبدية، ولكن أتى ربنا يسوع ليفك حظرنا الأبدي وليس مجانًا، بل تَكّلف صليب اللعّنة والعار، وأسلم للموت نفسه «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية٦: ٢٣)، فاتحًا لنا طريق الأقداس، بل أعطانا ثقة الدخول ولم يَعُد الطريق إلى شجرة الحياة محظورًا، كما كان، بل وعد بفمه: «مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ» (رؤيا٢: ٧).