منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 11 - 2022, 11:42 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

قداسة البابا شنوده الثالث | الجدية والتدقيق


قداسة البابا شنوده الثالث
الجدية والتدقيق




الجدية هي الميزة الأولى التي تميز الناجحين والمتفوقين عن غيرهم فعظماء الرجال الذين سجل التاريخ أسماءهم، هم أولئك الذين كان لهم خط واضح رسموه لحياتهم، وساروا فيه بقلب ثابت لا يتزعزع، ولم ينحرفوا عنه يمينًا ولا يسارًا، وكانت لهم مبادئ ثابتة لا يحيدون عنها. كما أنهم لم يسمحوا مطلقا لأية ظروف أن تعوقهم.

وأيضًا طلاب العلم الذين نبغوا، وكانوا الأوائل بين زملائهم، هم الذين عكفوا على دراساتهم بكل جدية. وأيضًا العامل الناجح هو الذي يؤدى عمله بجدية. بل حتى اللاعب الناجح هو اللاعب الذي يكون جادًا في لعبه، لا يتهاون أو يتكاسل فيه..



والإنسان الجاد هو جاد في كل شيء..

هو جاد في وعوده، وفي مواعيده. لا يعد أحدا بوعد ويرجع فيه مهما كانت الأسباب. ولا يحدد لأحد ميعادا ويغيب أو يتأخر عنه ملتمسًا لنفسه الأعذار!

والإنسان الجاد إذا نذر نذرًا، لا يعاود التفكير فيه أو المساومة ولا يؤجل الوفاء بنذره، ولا يحاول استبداله بغيره، ولا يماطل. إنما بكل سرعة، وبكل جدية، ينفذ نذره كما هو. واضعًا أمامه القاعدة الذهبية التي تقول "خير لك أن لا تنذر، من أن تنذر ولا تفي" لهذا فكل وعوده ونذوره، تكون موضع ثقة.



والإنسان الجاد يهدف إلى الكمال. لذلك فهو ينمو باستمرار..

الجدية تمنحه حرارة روحية. والحرارة تدفعه كل حين إلى قدام..

وإذ يتمسك -في كل ما يعمل- بأعلى درجة يمكنه الوصول إليها، لهذا فإنه بكل مثابرة واجتهاد، يمنح مسئولياته كل قوته وكل إمكانياته، وكل إرادته وكل قلبه.. ويعمل بكل النعمة المعطاة له، ولا يقصر في شيء إنما يبذل كل طاقاته.. ولذلك فهو لا يحتاج كثيرا إلى من يدفعه في الطريق، فالدفع المستمر يأتيه من الداخل.

والإنسان الجاد لا يدلل نفسه ولا يحابيها. ولا يعذرها في أي تقصير.

وإن توانت نفسه يومًا، يغصبها على العمل وعلى التقدم، حتى تتعود ذلك وتؤديه في تلقائية.



والإنسان الجاد، إذا صادفته صعاب، ينتصر عليها، ولا يعتذر بها..

إنه لا يستسلم لعقبة، بل يكافح ساعيًا إلى المثاليات، مُصِرًا على النجاح في طريقه مهما كانت العقبات أمامه. وهو ينجح في كفاحه، طالما كان حارا في الروح، لا يفتر ولا يضعف..

ومادامت المثاليات أمامه، فإنه لا يرضى بأنصاف الحلول، ولا باجتياز مرحلة في الطريق والاكتفاء بها! بل يسعى بكل نشاط، حتى يصل إلى الغاية والى النهاية. لذلك فهو في صعود مستمر نحو الهدف..

وهذا الجاد الذي يتقدم باستمرار، لا يخشى عليه من النكسات أو من الرجوع إلى الوراء..



إن الجدية في الحياة، دليل على الرجولة وقوة الشخصية:

والإنسان الجاد في حياته، هو إنسان يحترم نفسه، ويحترم مبادئه، ويحترم الكلمة التي تخرج من فمه، ويحترم الطريق السليم الذي يسلكه. فهو -لهذا كله- يتميز بالثبات وعدم الزعزعة. انه كسفينة ضخمة تشق طريقها في بحر الحياة بقوة متجهة نحو غايتها..

وليست كقارب تعصف به الأمواج في أي اتجاه..

إن الإنسان غير الجاد، يتأرجح في حياته دائمًا بين الصعود والهبوط .

ومسيرته غير ثابتة، سواء في أمور عمله، أو في حياته الروحية..

فهو يسقط ويقوم، ويداوم القيام والسقوط ، في غير استقرار!!

أحيانًا يكون حارًا، وأحيانًا يكون فاترًا،أو باردًا. في فترة يكون مهتمًا، وفي أخرى يقابل الأمور بلا مبالاة!!



الإنسان الجاد، تظهر جديته في سلوكه الروحي وعلاقته مع الله:

فالجدية في السلوك الروحي، لا تقبل الإهمال والتراخي ولا التردد ولا الرجوع أحيانًا إلى الوراء. ولا تقبل التأرجح بين طريقين: حياة الفضيلة وشهوة الخطية! أو ساعة للقلب، وساعة للرب!! كما لو كان القلب والرب في طريقين متناقضين!!

الإنسان الجاد لا يتساهل في حقوق الله مطلقا. انه يأخذ حق الله من نفسه هو أولا، قبل أن يسعى لأخذ حق الله من الآخرين.

وهو يسلك في وصية الله بكل حزم وبكل دقة وبكل عمق.. وطاعته لله -تبارك اسمه- تكون بغير مناقشة وبغير مساومة..

والجدية في الحياة الروحية لا تعنى التزمت إطلاقًا!

فمن الممكن أن يسلك الإنسان بطريقة روحية في حياة الفضيلة، وفي نفس الوقت يكون بشوشًا، ومرحًا في وقار...

أما التزمت فهو لون من التطرف. والتطرف ضد الروحانية والجدية..



والإنسان الجاد الروحي، لا يقدم تبريرات للسقوط في الخطية!!

فالفضيلة واجبة، مهما كانت الظروف الخارجية ضاغطة.. ومثال ذلك يوسف الصديق العفيف: كانت الظروف من الخارج تضغط عليه، ولكنه لم يخضع لها، ولم يتساهل مع الخطيئة، بحجة أنه وقتذاك كان عبدا، وتحت سلطان غيره، وبإمكان سيدته أن تؤذيه..

ولكن الخير الذي كان في قلبه، كان أقوى من الخطيئة التي تغريه، وكان أقوى من الضغوط الخارجية. وكان يوسف جادا في حفظ نفسه طاهرًا..



إذن يجب أن يكون الإنسان جادا في حياة التوبة:

فيقاوم الخطيئة بكل جدية، إذا ما حورب بها.

وان سقط ، يكون جادًا في توبته ولا يؤجلها. وان تاب وترك الخطيئة، يتركها بجدية، ولا يعود إليها مرة أخرى. وليضع أمامه قول ذلك الأب الروحي: "لا أتذكر أن الشياطين قد أطغوني مرتين في خطية واحدة".

فقد يكون السقوط عن جهل أو ضعف. ولكن متى أدرك التائب الجاد ذلك، يحرص إلا يقع في نفس الخطأ مرة أخرى. بل تكون التوبة نقطة تحول كامل في سلوكه بغير عودة فهو يغلق أبواب فكره وقلبه أمام الخطية غلقًا تامًا، بعزيمة قوية وإصرار شديد على حياة البر، ويكون جادا في تداريبه الروحية لا يكسرها مهما كانت الأسباب، ويحفظ تعهداته أمام الله في جدية.



على أن الشيطان أو أعوانه، الذين يحاربون الإنسان في جدية الحياة الروحية، قد يغرونه بما يسمونه المرونة في سلوكه!!

لكن المرونة لا تكون أبدًا بالخروج عن القيم الروحية. إنما المرونة بمعناها الحقيقي تكون في داخل القيم وليس خارجها..

وليست المرونة مطلقا في عدم الالتزام، بل يكون الإنسان مرنا مع الالتزام بحياة الفضيلة والبر.

والجدية تلزم الإنسان أيضًا على حياة التدقيق.



من مظاهر الجدية, التدقيق في كل شيء.

والإنسان الجاد في حياته، يحرص أن يكون مدققا في كل تصرفاته، وفي كل كلمة يقولها، وكل فكر. ويكون مدققا من جهة حواسه ومشاعره، ومن جهة مواعيده ووقته. وبالاختصار في كل علاقاته مع الله والناس، ومع نفسه. ويتدرب على ذلك، حتى يصبح التدقيق جزءًا من طبعه.. وبعد يا قارئي العزيز، ألست ترى أن موضوع التدقيق يلزم له مقال خاص؟ إني أرى ذلك أيضًا. فإلى اللقاء.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سيامة قداسة البابا تواضروس الثاني أسقفًا عام بيد مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث
حياة قداسة البابا شنوده الثالث
مثلثا الرحمات قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص مع قداسة البابا شنوده الثالث
جلابية قداسة البابا شنوده الثالث
كما علمنا قداسة البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 05:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024