منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 11 - 2022, 11:32 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,776

قداسة البابا شنوده الثالث | القيم والمبادئ وتأثيرها


قداسة البابا شنوده الثالث
القيم والمبادئ وتأثيرها


كل إنسان في الحياة تقوده أو تحركه مجموعة من القيم والمبادئ، تحدد سلوكه ومعاملاته وحسب القيم التي يؤمن بها كل إنسان ويحترمها ويحافظ عليها تتكون معالم شخصيته وصفاته.. أما الذي ليست له قيم ومبادئ يلتزم بها فانه يعيش في طياشة، كفرع شجرة يميل مع كل ريح..!

وكما نتكلم عن الفرد نتكلم أيضًا عن الهيئات والمجتمعات.. ولذلك يوجد في كل مجتمع قوم لهم شهامة نسميهم: حراس المبادئ والقيم.

والموضوع الواحد قد تكون له قيمة عند شخص وقد لا تكون له أية قيمة عند شخص آخر.. وحسب تقييم كل منهما لا يكون اهتمامه أو عدم اهتمامه.. ومن هنا قلنا أن القيم هي التي تحدد سلوك الإنسان في الحياة.

وسنحاول أن نتناول عددًا من الأمور في الحياة الدينية لكل إنسان أو في حياته الاجتماعية أو الشخصية. ونري مدي تقييمه لكل أمر وتأثير ذلك في سلوكه وفي اهتمامه وتعامله.


نأخذ مثالا لذلك: قيمة الراحة أو التعب في حياة شخص:

فان آمنت بلزوم الراحة لك كما يؤمن بذلك أيضا مريض القلب مثلا فلابد انك ستعطي جسدك راحته مهما كانت ظروفك، وقد تؤجل بعض مشغولياتك إلى وقت آخر التماسًا لراحة جسدك واقتناعا منك بان الراحة تجدد نشاطك وتبعد عنك الإرهاق المضر، كما يقول المثل 'إن لجسدك عليك حقا'.. كل ذلك لان الراحة قد نالت قيمة معينة في مفاهيمك.. أما إن فقدت الراحة قيمتها في نظرك فسوف لا تعمل لها حسابًا.

وهكذا فان إنسانا آخر قد يري أن كل القيمة هي للتعب وليس للراحة كما يقول الشاعر:

وإذا كانت النفوس كبارا.. تعبت في مرادها الأجساد.

فمثل هذا الشخص يؤمن انه يجب عليه أن يتعب علي قدر طاقته لكي يحقق أهدافه، وينال مكافأته حسب تعبه، هنا وفي الحياة الأبدية أيضًا.. بهذا تفقد الراحة الجسدية قيمتها. ويصبح التعب من القيم التي يؤمن بها هذا الشخص.


وهنا نجد خلافا بين من يعطي كل القيمة لمصيره الأبدي في الحياة الأخرى، ومن تكون كل القيمة عنده، هي لمتعته علي هذه الأرض!

فان أخذت الأبدية قيمتها السامية عند شخص فانه لا يعمل أي عمل يتعارض مع أبديته ويمس مصيره الأبدي في شيء.

أما إن فقد تقييمه للأبدية أو تجاهلها أو تناساها فحينئذ سيتصرف كيفما يشاء بلا ضابط وقد يصل إلى الاستهانة والاستباحة!

بنفس المنطق نتكلم عن قيمة كل من الجسد والروح في حياة كل إنسان:

غالبية الناس يعطون كل اهتمامهم بأجسادهم، فصحة الجسد لها قيمتها وأيضًا جمال الجسد وزينته وقوته لها قيمة كبري. لذلك يقدمون للجسد كل ما يحتاج من غذاء، ومن دواء، ومن علاج ومن راحة ونشاط واستجمام.. ويهتمون نفس الاهتمام بأجساد أبنائهم وكل من هم تحت رعايتهم.. أما الاهتمام بالروح فيندر أن يأخذ نفس القيمة! لذلك تضعف أرواح الناس إذ لا تجد غذاءها الروحي الكافي، ولا ما تحتاج إليه من تقوية ومن قراءة وتأمل واجتماعات روحية وتداريب روحية ولا ما يلزمها أيضًا من علاج روحي إن فترت حرارتها أو وقعت في خطايا معينة.. هذا التقييم المهم الذي يلزمنا أن نعطيه للروح، هو الذي يحدد سلوكنا اليومي ومدي اهتمامنا بكل تصرف نقوم به وبكل كلمة نلفظها.

موضوع القيم يدخل أيضًا فيما نقدمه لعقولنا من الفكر.

فنحن في كل يوم تقدم لنا الجرائد والمجلات عشرات من الصفحات ولكننا نقرأ ما له قيمة في نظرنا فهناك من تكون أخبار السياسة لها القيمة الكبرى عنده وقد يهتم غيره بأخبار الرياضة أو أخبار الملاهي أو أخبار الوفيات حسبما يكون الأمر له قيمة عنده، وربما يهتم البعض بالفكاهات والكاريكاتير.. ويقينًا أن هناك مقالات كثيرة لا يلتفت إليها البعض إذ لا تمثل قيمة عندهم وعلي العكس ربما تكون عند بعض القراء قيمة لكاتب بالذات تجذبهم أفكاره.. نفس الوضع بالنسبة إلى الكتب والمؤلفات وبالنسبة إلى البرامج التي تقدمها وسائل الأعلام والروايات التي يمثلها بعض الفنانين.. عنصر القيمة أو التقييم هو الأساس فيما نختاره للعقل من فكر وما ترتاح إليه حواسنا وأحاسيسنا.

تأثير القيم أيضًا يدخل في الحياة الاجتماعية كالزواج والصداقة:

فمن الذي تختاره الفتاة مثلا وتفضله فيمن يطلب يدها هل تضع أمامها قيمة المنصب والمركز لشريك حياتها؟ أم قيمة المال والثروة لتحيا حياة رفاهية؟ أم تفضل قيمة العقل واللطف والحركة لتحيا حياة سعيدة؟ أم تفضل الرجل القوي الشخصية، كما يقول المثل "قوة المرأة في جاذبيتها، وجاذبية الرجل في قوته". طبعا حسب تقييمها الخاص سوف تختار.. كذلك الرجل أيضًا في انتقائه أيضًا لشريكة حياته إنما يختارها بناء علي قيم معينة يسعد بها تختلف من رجل إلى آخر في نوعية تقييمه نفس الوضع بالنسبة إلى الصداقة، فإنها تتم *علي الأقل لقيمة معينة* نقول 'إن الطيور علي أشكالها تقع'.

هنا نقطة مهمة في موضوع القيم وهي: ما قيمة "الآخر" عندك؟

لو ارتفعت قيمته *كإنسان* في نظرك لوجدت نفسك بالضرورة تحترم كل إنسان وتحب كل إنسان، ولا تجرؤ علي جرح شعور إنسان ما.

ثم ما تقييمك لمدرسيك ومعلميك؟ هل قيمة المدرس عندك كما قال الشاعر:

قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
وما هو تقييمك لمعاملة كبار السن؟ هل كل منهم بالنسبة إليك في مرتبة الوالد؟ تحترمه وتوقر سنه أو شيخوخته.

وما قيمة مرؤوسيك في نظرك؟ هل تعاملهم بسيطرة كما لو كانوا خدما بل ما تقييمك للخدم أيضا؟ أليسوا هم بشرا مثلك؟!

وما تقييمك لمن يختلفون عنك في المذهب، أو من شعب آخر؟ هل هم في نظرك إخوة لك في الإنسانية؟

نقطة أخرى هي تقييم المرأة في المجتمع؟

هل تنظر إليها كأخت أو ابنة أو أم؟ نظرة بريئة تماما بكل عفة ووقار..؟ أم أن المرأة تثير فيك غرائز خاطئة تقودك إلى الشهوة ؟! وان حدث ذلك فهل تقيمه بعيب فيك أم عيب فيها؟

ثم ما تقييم المرأة بالنسبة إلى الوظائف؟ نشكر الله أنها في بلد وصلت فيه المرأة إلى درجة وزير، والي درجة عضو في البرلمان "في الهيئة التشريعية الرقابية". والمرأة تنتظر المزيد أيضًا.

هنا وأسأل *من جهة التقييم* لماذا يفرح الناس بإنجابهم للذكر أكثر من إنجابهم للأنثى؟ إن البشرية ما كان يستمر وجودها بدون الإناث.

لاشك انه من الأمور المهمة أيضا: مدي تقييمنا للمال:

هل نفرح بالمال كمظهر من مظاهر الرفاهية في الحياة وكمصدر لاحترام الناس لنا كما قال الشاعر:

إن قل مالي فلا خل يصاحبني إن زاد مالي فكل الناس خلاني

فكم عدو لأجل المال صادقني وكم صديق لفقد المال عاداني
أم أن المال في نظرك هو وسيلة لقضاء الشهوات واللهو؟ أم هو الوسيلة للرشوة وشراء الذمم؟ أم هو الطريق الموصل إلى المناصب والدرجات؟ أم قيمة المال عندك انه وسيلة لعمل الخير ولإسعاد الفقراء وذوي الحاجات ولإنشاء المشروعات النافعة للمجتمع؟

حسب تقييمك للمال واستخدامك له يكون قدرك ووضعك كرجل مال..

إن تقييمك الأمور هو الذي يوجه سبيلها إلى الخير أو الشر، حسب نوعية استخدامها:

فمثلا تقييمك لرد فعل الإساءة: هل هو العفو أو الانتقام؟ وتقييم الترقي: هل هو حسب الأقدمية والخبرة أم حسب الاختيار؟ وتقييم العمل: أيهما أفضل: عن طريق الوظيفة أم العمل الخاص؟

وهكذا دواليك.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سيامة قداسة البابا تواضروس الثاني أسقفًا عام بيد مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث
حياة قداسة البابا شنوده الثالث
قصة حياة قداسة البابا شنوده الثالث
مثلثا الرحمات قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص مع قداسة البابا شنوده الثالث
كما علمنا قداسة البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 03:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024