رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أغناطيوس الأنطاكي (حامل الإله) هو أول أب ومعلم للكنيسة: * وهو أول لاهوتي عظيم من بعد الرسل. فما تحمله كتاباته وتعاليمه من حقيقة وإقناع وموضوعية تعطى عنه انطباعًا حقيقيًا كرجل ينتمي لعصر الآباء الرسوليين. * وبواسطة القديس أغناطيوس استطاعت الكنيسة أن تتقدم في البناء اللاهوتي لمسيرتها وأن تواجه المشاكل لا بشكل مؤقت (كليمندس) ولا بشكل عملي (الديداكية) لكن وفي الأساس بشكل لاهوتي. فلقد تأسس إذن بواسطة القديس أغناطيوس المبدأ الذي أصبح ساريًا في تاريخ الكنيسة كلها ألا وهو من المشاكل الحساسة يجب أن تواجه بحلول لاهوتية لكي تتضح الحقيقة المتعلقة بهذه الأمور. * ففي شخص القديس أغناطيوس تخطو الكنيسة بالفعل مرحلة الحلول السهلة التي اعتمدت على الأخلاق والفضيلة والتي انبثقت من اليهودية واليونانية، بل وعلى نطاق أوسع أثبت أغناطيوس أن اللاهوتي المسيحي يستطيع استخدام اللغة الفكرية لعصره (يهودية غنوسية يونانية) بدون أن يتأثر بها جوهريًا. فاللاهوت الكنسي له طريقه الخاص بافتراضاته وأهدافه والتي يستطيع المرء أن يلتمسها في إطار الحق الكنسي. * وهكذا عبر القديس أغناطيوس أو (الكنيسة كلها في شخصه) نهائيًا المناخ اليهودي وتقدم نحو إيجاد تعاليم أخرى هي تعاليم لاهوتية عن الكنيسة، تلك التعاليم التي لا تحوى ما يمكن تسميته بلغة العصر بـ"اللاهوت المدرسي" في عرض المعاني والموضوعات. |
|