رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خلاص من براثن الموت: هذه هي تسبحتنا، إذ نعرف أننا في المسيح نستطيع أن نعبر من براثن الموت إلى شركة الأمجاد السماوية. هنا نجد قائمة تكاد تكون كاملة للاستعارات المختلفة الخاصة التي تعبّر عن قوة الله وخلاصه الواردة في المزامير مثل الصخرة (لا يمكن تسلقها ولا مهاجمتها)، والسرعة (لا يمكن تعقبها)، والدرع (كجندي)، وقرن الخلاص (كالحيوان القوي)، وملجأ (يتعذر بلوغه). "أحبك يا رب قوتي. الرب هو ثباتي (صخرتي) وملجأي ومخلصي، إلهي عوني وعليه أتكل. عاضدي وقرن خلاصي وناصري" [1-2]. علاقتي بالله شخصية هذا الذي أُحبه بكونه "قوتي" بكل ما لهذه الكلمة من معنى؛ إنه يسندني، ويمنحني الشجاعة والنجاح والاستقرار. أنا بذاتي لا أستطيع أن أعمل شيئًا، لكن الله يهبني الحماية الكافية والسند والخلاص. هو صخرتي، صخرة الخلاص (نت 32: 4، 15)، صخرة شعبه (تك 49: 24)؛ يشير هذا اللقب "صخرة" إلى الصلابة والقوة وعدم التغيُّر. إنه ملجأي (في العبرية: حصني)، وهو منقذي. كلمة "منقذ" تعني من يحملني بعيدًا سالمًا أو يقدم لي مجإلا للهروب. * لم يتضرع داود إلى أحد سوى الله نفسه من أجل خلاصه . البابا أثناسيوس الرسولي * "أحبك يا رب قوتي؛ الرب صخرتي وحصني ومنقذي". نعم، أعنِّي كي أحبك؛ فأنت هو إلهي، حاميَّ؛ أنت حصني المنيع؛ أنت رجائي العذب وسط ضيقاتي... لألتصق بك، فأنت هو الخير وحدك، وبدونك ليس للخير وجود! لتكن أنت كل سعادتي، يا كُلَّي الصلاح... أيها الحياة، لمجدك يحيا كل مخلوق. لقد وهبتني الحياة، وفيك حياتي. بك أحيا، وبدونك أموت... أتوسل إليك: أخبرني أين أنت؟! أين ألقاك، فأختفي فيك بالكلية، ولا أوجد إلا فيك! القديس أغسطينوس * "أدعو الرب بتسابيح الحمد، فأنجو من أعدائي" [3]. أدعوه ليس طلبًا لمجدي بل لمجد الرب عندئذ لا يوجد ما يدعوني للخوف من حماقة الأشرار. القديس أغسطينوس يقول Weiser: [بإنه في العدد 3 يتغير طابع التسبحة إلى شكل قصصي ويستمر هكذا حتى عدد 19. غاية القصة تُقديم الأحداث السابقة في شكل ليتورجي كأحداث حاضرة. هكذا تدخل بنا الأحداث إلى خبرة الحضرة الإلهية الحالية وعمل خلاصي في ثوب تعبدي. هذا الهدف يوضح علّة استخدام صيغ أفعال مختلفة بطريقة مذهلة، فيستخدم المرتل الماضي التام ثم الماضي الناقص على التوالي... ويستمر تغير الأفعال خلال المزمور بغية التعبير عن أن ما حدث في الماضي هو واقع تحقق في الماضي لكنه فعّال في الحاضر ]. يتصور المرتل نفسه وقد ارتحل بالفعل إلى العالم السفلي، تحيط به حبال الموت، فيقول: "اكتنفتني أمخاض الموت... أدركتني فخاخ (حبال) الموت: [4، 5]. هكذا يصور الموت كمارد يقيد ضحيته أو كصياد يمسك بفريسته. الكلمة العبرية Chabel المترجمة "محاض" تعني "من يتلوى ألمًا" كامرأة في حالة مخاض. هكذا يقول المرتل إن المتاعب قد أحاطت به كامرأة تلد، لا حول لها ولا قوةً، تتعرض لخطر الموت. ويرى البعض في قوله "أمخاض الموت" إشارة إلى أن الموت يحيط بالإنسان حتى قبل تمام ولادته، وهو في بطن أمه تتمخض به، يتابعه ليلحق به في طفولته وصبوته وشبابه وشيخوخته حتى يدخل به إلى الجحيم. الفعل "اكتنفتني" أُستخدم أولًا في (هو 6: 3، 6) في وصف عملية إحاطة مدينة لتدميرها. إن كانت نفس المؤمن أشبه بامرأة حبلِى فإن كل ما تفعله الضيقة إنها تدخل بها إلى آلام الولادة لتنجب حياة جديدة وثمرًا مقدسًا. إنها كالمدينة العامرة، يود العدو أن يحولها إلى خراب وقفر. عمل العدو أن يهلك ويدمر، أن يقتل ويميت، أما عمل الله الحيّ فهو أن يهب القيامة ويرد الحياة من جديد! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المسيح المستعد أن يحتمل الآلام حتى الموت ليتمم خلاص |
سم الموت مش هيلحقنا خلاص |
براثن الغرير |
الموت خلاص مابقاش نهاية |
بدأت رحلة خلاص البشرية من سلطان الموت |