سر الثالوث يوضّح مفهوم الإنسان المخلوق على صورة الله. لذلك يتوجب على هذا الإنسان أن يكون على صورة الله الآب: خالقاً وخلاّقاً، وعلى صورة الابن، مُطيعاً لا عبداً، وعلى صورة الرّوح، إنساناً حُراً لا يُسيطِر على أحد، ولا يسيطَرُ عليه من قِبل أحد. وسر الثالوث يوضّح أيضا مفهوم الجماعة المسيحية التي هي "على صورة الله ومثاله". ومن هذا المنطلق، مطلوب من كل عضو في الجماعة المسيحية أن يُضحي في سبيل الآخر دون أن يفقد كيانه، وأن يحقق المشاركة الصادقة بكيانه وبممتلكاته. وأكثر من ذلك، فإن الثالوث يدعونا لأن نعيش مرتكزات الزواج المسيحي من خلال الثبات، أي أن يكون الواحد في الآخر؛ ومن خلال الأمانة، يكون الواحد للآخر؛ ومن خلال الشركة، فيكون الواحد مع الآخر.